جَميعِ المحْبُوبَاتِ؛ فيُقدِّمُ محبّةَ اللهِ
علَى مَحبّةِ هَذِه الأَشيَاءِ؛ فَيَترُكهَا مِن أجلِ اللهِ سبحانه وتعالى.
الثَّانِيةُ:
«وَأَنْ يُحِبَ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ
إلاَّ للهِ»، هَذَا الحبُّ فِي اللهِ، تُحبُّ المسلِمَ لاَ لِشَيءٍ إلاَّ
لإِسلاَمِه وَإِيمَانِه؛ مَا تُحبُّه لأنَّه قَرِيبُك، مَا تُحبّه لأَنّه يُعطِيكَ
مِن المَالِ، إنَّما تُحبُّه - ربَّمَا إنَّه مَا يُعطِيكَ شَيئًا، وَلاَ هُو
بِقَريبٍ لَك أَيضًا-، وَإنَّما تُحبّه مِن أَجلِ الإِيمانِ؛ أنّه أخُوكَ فِي
الإِيمَانِ: ﴿إِنَّمَا
ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ﴾
[الحُجُرات: 10] «وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ
لاَ يُحِبُّهُ إلاَّ للهِ»؛ لاَ يُحبّه لأَجلِ طَمعِ دُنيَا، أَو قَرابَةٍ،
أَو غَيرِ ذَلِك، إنّما يُحبّه لأَجلِ اللهِ سبحانه وتعالى.
الثَّالِثةُ:
أنْ يَكرَهَ مَا يَكرَهُه اللهُ سبحانه وتعالى مِن جَميعِ الأَشيَاءِ، انظُر! أنْ
يَكرَهَ مَا يَكرَهُهُ اللهُ؛ كمَا أنَّه يُحبُّ مَا يُحبُّه اللهُ، فَكَذَلِك
يكرَهُ مَا يَكرَهُه اللهُ، اللهُ يَكرَهُ الكُفرَ والشِّركَ، فَأنْتَ تَكرَهُ
الكُفرَ والشِّركَ.
الرَّابِعُ:
«وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي
الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللهُ مِنْهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي
النَّارِ» ([1])،
لَيسَ هُنَاكَ أَحدٌ يَرضَى أنْ يُقذَفَ فِي النّارِ المُحرِقَةِ، المُؤمِنُ
يَكرَهُ أنْ يَعودَ فِي الكُفرِ أكثَرَ مِمَّا يَكرَهُ أنْ يُقذَفَ فِي النّارِ؛
وَلِذَلك يَصبِرُ عَلَى أنَّه يُقذَفُ فِي النّارِ، وَلاَ يَترُكُ دِينَه.
الخَلِيلُ عليه السلام أُلْقَي فِي النّارِ بِسبَبِ دِينِه، وَصَبَر عَلَى هذَا، صَبرَ عَلَى إِلقَائِه فِي النّارِ، ويَتمسَّكُ بِدِينِه، هَذِه عَلامةُ حَلاَوةِ الإِيمَانِ الّتِي فِي
([1]) أخرجه: البخاري رقم (21)، ومسلم رقم (67).