×
شرح كتاب الإيمان من الجامع الصحيح

لاَ تُنَقِص الإِيمَانُ. وهَذا ردٌّ علَى الخَوَارجِ وَمَن ذَهَبَ إلَيهِم - الذِينَ يكفِّرُونَ المسلِمَ بِالكبِيرَةِ-، الرسُولُ صلى الله عليه وسلم مَا قَالَ: يَكفُرُ. بَل قَالَ: «فَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ عز وجل إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ» ([1])، فهَذَا دَليلٌ عَلَى أنَّ مُرتَكِبَ الكَبِيرَةِ التِي دُونَ الشِّركِ لاَ يَكفُرُ؛ «فَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ عز وجل إِنْ شَاءَ عَذْبَهُ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ»، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ [النساء: 48]، هذَا مَذهبُ أَهلِ السُّنةِ والجَمَاعةِ فِي الإِيمَانِ ومُرتَكِبِ الكَبِيرَةِ.

وفِي هذَا الحَدِيث فَضلُ الأَنصَارِ رضي الله عنهم؛ لأنَّ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم بَايَعَهُم عِندَ العقَبَةِ.

***


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (4894)، ومسلم رقم (1709).