القَبِيحةِ، شِركٌ وَقَتلٌ لِلأَولاَدِ - والعِيَاذُ
بِاللهِ-، أَقرَبُ الأَقَارِبِ !!
خَامِسًا:
«وَلاَ تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ»،
والبُهتَانُ هُو الكَذبُ، سُمّيَ الكذِبُ بُهتَانًا لأنَّ الكَاذِبَ يَبهَتُ
المَكذُوبَ عَلَيه، «تَفْتَرُونَهُ»؛
أيْ: يَكذِبُونَه وَيَصطَنِعُونَه، «بَيْنَ
أَيْدِيكُمْ وَأَرجُلِهم»، قََصَدَ الأَيدِي والأَرجُلِ؛ لأنَّها أدَوَاتُ
الكَسبِ؛ فَالرِّجلُ تَمشِي، وَاليدُ تَبطِشُ، وتَأخذُ، وتُعطِي. فَهَذا هُو
البُهتَانُ.
سَادِسًا:
«وَلاَ تَعْصُوا في مَعْرُوفٍ»؛ ولاَ
يَعصُونَ اللهَ عز وجل.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ أَصَابَ»؛ يَعنِي: وَقَعَ فِي شَيءٍ مِن هَذِه المعَاصِي،
وقعَ مِنه سَرقةٌ، وَقَعَ مِنهُ زِنَى، وَقَعَ مِنه قتلٌ.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «مَنْ وَفَى» بِهذِه البَيعَةِ «فَأَجْرُهُ
عَلَى اللهِ»، وَمَن وَقَعَ فِي شَيءٍ دُونَ الشِّركِ - سَرِقةٌ، أَو زِنَى،
أَو قَتلُ نَفسٍ، أَو غَيرُ ذَلِك مِن الكبَائِرِ-، فَإنْ أُقِيمَ عَلَيه الحَدُّ،
وعُوقِبَ فِي الدّنيَا، فَهَذا كفَّارَتُه معَ التَّوبةِ إلَى اللهِ عز وجل.
إذَا
تَابَ وَأقِيمَ علَيه الحدُّ؛ فَلا يَجمَعُ اللهُ لَه بَيْن عَذابِ الدّنيَا
وَعَذابِ الآخِرَةِ، مَعَ التَّوبَةِ، ومَن «سَتَرَهُ
اللهُ»، وَلَم يُعَاقَبْ، وتَابَ إلَى اللهِ عز وجل، أَو مَا تَابَ، فَأمرُه
إلَى اللهِ؛ إنْ شَاءَ عذَّبَه، وَ«إِنْ
شَاءَ عَفَا عَنْهُ».
وهذَا كَقَولِه تَعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾ [النساء: 48]، هذَا دَليلٌ علَى أنَّ المعَاصِي تُنقِصُ الإِيمَانَ، وَتُوجِبُ العقُوبةَ؛ ردًّا علَى المُرجِئةِ، الذِينَ يقُولونَ أن المعَاصِي