وَلاَ نَظلِمُهم: ﴿وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ
تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾
[المائدة: 8]، مَا يَجُوزُ الظُّلمُ أبدًا - لاَ لِلمُسلِمِ وَلاَ لِلكَافِرِ-،
مَا يَجُوزُ الظلمُ، اللهُ أَمَرَ بِالعَدلِ، فَينبَغِي أنْ نَعرِفَ هذا الأَمرَ؛
لأنّه التُبِسَ عَلَى بَعضِ النّاسِ - طَلَبَةِ العِلمِ الصِّغَارِ-، التُبِسَ
عَلَيهِم، أَو المُضَلّلينَ الذِينَ يُرِيدُونَ تَشوِيهَ الإِسلاَمَ التُبِسَ
عَلَيهِم هذَا الأَمرَ، أَو لبَّسُوه هُم، فَقَلبُوا الأَمرَ، ويَخُونُون
العُهُودَ، وَيَسفِكُون الدّماءَ، ويَقُولُونَ: هَذَا مِن الجِهَادِ فِي سَبيلِ
اللهِ، لاَ، لَيْسَ هَذَا هُو الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؛ فَالجِهَادُ فِي
سَبِيلِ اللهِ لَه ضَوَابِطُ، ولَه أَحكَامٌ، وأمَّا هَذَا، فيُسمَّى
بِالعُدوَانِ، ﴿وَلَا
تَعۡتَدُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ﴾
[المائدة: 87]، يَجبُ أنْ نَعرِفَ مَوقِفَنَا مَعَ الكفّارِ؛ أنَّنا لاَ نُحِبّهم؛
لأنَّهم أَعدَاءُ اللهِ، لَكنْ لاَ يَمنَعُ ذَلِك أنْ نَعدِلَ فِيهِم، لاَ يَمنَعُ
- أَيضًا - أنْ نَتَعامَلَ مَعَهم فِي المُبَاحِ، لاَ يَمنَعُ أنْ نَتَعَاهدَ
مَعَهُم، لاَ يَمنَعُ أنّنَا نُؤمِّن مَن طَلَبَ الأَمَانَ بِغَرَضٍ صَحِيحٍ،
وَلاَ نَعتَدِي عَلَيه، وَنفِي مَعَه، هَذَا وَاجِبٌ عَلَى المُسلِمِين. الوَلاَءُ
والبَرَاءُ شَيءٌ، والأَحكَامُ الشَّرعِيةُ مَعَهم شَيءٌ آخَر.