حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ،
قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ،
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ
الخُدْرِيَّ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَا أَنَا
نَائِمٌ، رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، مِنْهَا مَا
يَبْلُغُ الثُّدِيَّ، وَمِنْهَا مَا دُونَ ذَلِكَ، وَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ
الخَطَّابِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ». قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا
رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الدِّينَ».
****
حَدِيثُ رُؤيَا النّبيِّ صلى الله عليه وسلم،
والرُّؤيَا مِنهَا مَا هُو حَقٌّ، وَرُؤيَا الأَنبِيَاءِ مِن الوَحيِ، رُؤيَا
الأَنبِيَاءِ تَختَلفُ عَن غَيرِهم؛ فرُؤيَا الأَنبِيَاءِ مِن الوَحيِ، رَأَى
النّاسَ يُعرَضُونَ عَلَيهِ وَهُو فِي الرُّؤيَا، عَلَيهم ثِيَابٌ، وهَذِه
الثِّيابُ هِي الإِيمَانَ، وَهِي مُتَفاوِتةٌ -يعنِي: مُتَفاوِتُون فِي ثِيَابِهم
طُولاً وقِصَرًا-، مِنهُم مَن يَبلغُ ثَوبُه إلَى ثَديَيهِ، إلاَّ عُمرُ بنُ
الخطَّابِ رضي الله عنه - الخَلِيفةُ الرّاشِدُ ثََانِي الخُلَفاَءِ الرَّاشدِينَ
رضي الله عنهم -؛ فإنَّه رَأَى عَلَيه ثَوبًا يَجُرُّ ضَافِيًا عَلَيه، فَسُئِلَ
صلى الله عليه وسلم عَن تَفسِيرِ هَذِه الرُّؤيَا، فَقَالَ: إنَّها الدِّينُ،
والدِّينُ والإِسلاَمُ والإِيمَانُ بِمَعنَى وَاحدٍ، إنَّها الدِّينُ فبَعضُ
النَّاسِ دِينًُه كَاملٌ، وبَعضُهم دِينُه أَقلُّ مِن ذَلِك، حسَبَ دَرَجاتِهم فِي
الإِيمَانِ، دلَّ عَلَى أنَّ الإِيمَانَ يَزِيدُ ويَكمُل؛ كمَا أنَّه يَنقُصُ فِي
بَعضِ النَّاسِ، النَّاسُ فِي الإِيمَانِ لَيسُوا عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ.
***
الصفحة 3 / 190