قَالَ رحمه الله: «عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«يَدْخُلُ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، ثُمَّ يَقُولُ
اللَّهُ تَعَالَى: أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ
حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ. فَيُخْرَجُونَ مِنْهَا قَدِ اسْوَدُّوا،
فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرِ الحَيَا، أَوِ الحَيَاةِ - شَكَّ مَالِكٌ - فَيَنْبُتُونَ
كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ فِي جَانِبِ السَّيْلِ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهَا تَخْرُجُ صَفْرَاءَ
مُلْتَوِيَةً» قَالَ وُهَيْبٌ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو: الحَيَاةِ، وَقَالَ: خَرْدَلٍ
مِنْ خَيْرٍ».
هَذَا
الحَدِيث فِيه أنَّه إذَا دَخَلَ أهَلُ الجَنّةِ الجنّةَ، ودَخَلَ أَهلُ النَّارِ
النَّارَ، أَهلُ النارِ يَدخُلُ مَعهُم الكفَّارُ والمشرِكُون، وهَؤلاَء
يُخلَّدونَ فِي النَّارِ، وَيَدخُلُ معَهُم عُصَاةُ المُوَحِّدِين، عُصَاةُ
المُؤمِنِين يَدخُلُونَ النَّارَ، إذَا شَاءَ اللهُ تَعذِيبَهم، يَدخلُونَ النار،
ويَحترِقُون فِيهَا، فيَكُونُوا كَالفَحمِ، ثمَّ يَقولُ اللهُ: «أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ
مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ. فَيُخْرَجُونَ مِنْهَا قَدِ
اسْوَدُّوا»، فيَخرُجُون مِن النَّارِ، وهُم فَحمٌ، مُتفَحِّمون - والعِياذُ
بِاللهِ-، «فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرِ
الحَيَا، أَوِ الحَيَاةِ - شَكَّ مَالِكٌ - فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ
الحِبَّةُ فِي جَانِبِ السَّيْلِ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهَا تَخْرُجُ صَفْرَاءَ
مُلْتَوِيَةً»، ثمَّ بَعدَ ذَلِك إذَا تَكامَلَ خَلقُهم، وَعَادَت أَجسَامُهم،
يُؤذَنُ لهُم بِدُخُولِ الجنَّةَ، والشَّاهدُ مِن هَذَا الحَدِيثِ وَاضحٌ أنَّ مِن
المُؤمِنِين مَن يَكُونُ فِي قَلبِه أَدنَى مِثقَالَ حبَّةٍ مِن خَردَلٍ، دَلَّ
علَى أنَّ الإِيمَانَ يَنقُصُ، حتَّى يَصِلَ إلَى هَذَا المِقدارِ، قَالَ: «مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ
إِيمَانٍ»، هَذَا الشَّاهِدُ مِن الحدِيثِ.
***