المُنافِقِين، لَكنَّه لاَ يُخرِجُ مِن
الإِسلاَمِ؛ لأِنَّ هَذَا نِفاقٌ عَمَليٌّ، وَلَيْسَ اعتِقَادِيًّا.
النِّفاق
الاعتِقَادِي: أن يُظهِرَ الإِيمَانَ، ويُبطِنَ الكُفرَ.
النِّفَاقُ
العَمَلِيُّ: هُو أنْ يُبطِنَ الإِيمَانَ، هُو مُؤمِنٌ،
لَكنْ يَصدُرُ مِنه صِفَاتٌ مِن صِفَاتِ المُنَافِقِين، هَذَا عَملِيٌّ، وهُو
نِفَاقٌ أَصغَرُ، لَكنْ إذَا كَثُرَت فِيهِ صِفَاتُ المُنَافِقِين، صَارَ
مُنَافِقًا خَالِصًا، وَإذَا وُجِدَت فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ
خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ، حَتَّى يَدَعَهَا؛ كَمَافِي الحَدِيثِ ([1]).
الشَّاهِدُ
مِن الحَدِيثِ: أنَّ النِّفاقَ يُعرَفُ بِعَلامَاتٍ، نَحنُ مَا
نَعلَمُ مَا فِي القلُوبِ، لَكنَّ العَلامَاتِ الظّاهِرةِ نَحكُمُ بِها، فَالّذِي
يَستَعمِلُ الكَذِبَ، إذَا تَحدَّثَ وأَخبَر عَن شَيءٍ، يَكذِبُ، يُعرَفُ
بِالكَذبِ، فَإنَّه مِن عَلاَمَاتِ النِّفاقِ؛ لأِنَّ المُؤمِنَ يكُونُ صَادِقًا.
«وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ»
إذَا وَعَد وَعْدًا لأِحَدٍ، قَالَ: أنَا أُعطِيكَ كَذَا، أَنَا آَتِيكَ يَومَ
كَذَا أَو كَذَا. ثمَّ يُغِرُّه، ومَا يَفِي بِالوَعدِ، فَهَذِه مِن صِفَاتِ
المُنَافِقِين؛ عَدمُ الوَفَاءِ بِالوَعدِ، أمَّا الوفَاءُ بِالوَعدِ، فَهُو مِن
صِفاتِ المُؤمِنِين، وَعَدمُ الوَفَاءِ بِالوَعدِ هَذَا مِن صِفَاتِ
المُنَافِقِين.
وَإِذَا اؤْتُمِنَ عَلَى شَيءٍ - اؤْتُمِنَ عَلَى مَالٍ، أَو عَلَى سِرٍّ مِن الأَسرَارِ-، فَإنَّه يَخُونُ فِي الأَمَانةِ، الوَاجِبِ حِفظُ الأَمَانَةِ وأَدَاءُ الأَمانَةِ إلَى صَاحِبِها، فَالّذِي يَخُونُ فِي الأَمَانَةِ هَذَا مِن صِفَاتِ المنَافِقِين، بيَّن صلى الله عليه وسلم تِلكَ الصِّفَاتِ؛ لِيَحذَرَها النّاسُ، ويَتْركُوهَا.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (34)، ومسلم رقم (58).