نَعَم؛
لأِنَّ أَجدَادَ الرَّسُولِ مِن جِهةِ الأمِّ وَأَخوَالَه مِن الأَنصَارِ رضي الله
عنهم، أمُّه مِن الأَنصَارِ مِن بَنِي النَّجَّارِ.
قَالَ
رضي الله عنه: «وَأَنَّهُ
صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ
شَهْرًا»، بَعدَ مَا فُرِضَت الصَّلاةُ.
الصَّلاةُ
فُرِضَت قُبَيلَ الهِجرَةِ، وَصَلاَّها النّبيُّ صلى الله عليه وسلم فِي مَكّةَ،
فُرِضَت متَى؟ لَيلَةَ المِعرَاجِ، وَالإِسرَاءِ وَالمِعرَاجِ متَى حَصَلاَ؟ قَبلَ
الهِجرَةِ بِيَسِير، فَفُرِضَت الصَّلاةُ قَبلَ الهِجرَةِ، وَصلاّهَا النّبيُّ صلى
الله عليه وسلم وأَصحَابُه رضي الله عنهم بِمَكّة، ثمَّ هَاجَر إلَى المَدِينةِ،
وَكَانَ فِي مَكّة عِندَ البَيتِ، وَفِي المَدِينةِ كَانَ يُصَلِّي إلَى بَيتِ
المَقدِسِ، إلَى أنْ حَوَّل اللهُ القِبلَةَ إلَى الكَعبَةِ، فَتَحوَّلُوا إلَى
الكَعبَةِ.
قَالَ
رضي الله عنه: «وَكَانَ
يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ البَيْتِ»: ﴿فَلَنُوَلِّيَنَّكَ
قِبۡلَةٗ تَرۡضَىٰهَاۚ﴾
[البقرة: 144]؛ لأِنّه يُحِبّ أنْ يَستَقبِلَ البَيتَ الحَرَامَ؛ لأِنّه قِبلَةُ
إِبرَاهِيمَ عليه السلام.
قَالَ
رضي الله عنه: «وَأَنَّهُ
صَلَّى أَوَّلَ صَلاَةٍ صَلاَّهَا صَلاَةَ العَصْرِ، وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ»،
أَوّلُ صَلاَةٍ صلاَّها بَعدَ تَحوِيلِ القِبلَةِ إلَى الكَعبَةِ صَلاةُ العَصرِ.
قَالَ
رضي الله عنه: «وَصَلَّى
مَعَهُ قَوْمٌ، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ صَلَّى مَعَهُ، فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ
مَسْجِدٍ وَهُمْ رَاكِعُونَ»، نَعَم، رَاكِعُون إلَى بَيتِ المَقدِسِ، بَاقُون
عَلَى الأَصلِ، مَا بَلَغَهم أنّ القِبلَةَ تَحوَّلَت.
قال رضي الله عنه: «فَقَالَ: أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ مَكَّةَ، فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ البَيْتِ»، انظُر! الإِيمَانَ، مَا ذَهَبُوا يَسأَلُونَ هُو