حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ
مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم: «إِذَا أَحْسَنَ أَحَدُكُمْ إِسْلاَمَهُ: فَكُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا
تُكْتَبُ لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، وَكُلُّ
سَيِّئَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ لَهُ بِمِثْلِهَا» ([1]).
****
فَبَابُ
الفَضلِ وَالمُضَاعَفَاتِ مَفتُوحٌ، وأمَّا السَّيئَةُ، فَلاَ يَزِيدُ عَلَيهَا،
يَجزِي بِمِثلِها فَقَطْ، أَو يَعفُو اللهُ عَنهَا.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «وَالسَّيِّئَةُ بِمِثْلِهَا إلاَّ أَنْ يَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهَا»؛
أَو يَتُوبُ اللهُ عَلَى صَاحِبِها إذَا كَانَت دُونَ الشِّركِ: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾ [النساء: 48].
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَحْسَنَ أَحَدُكُمْ إِسْلاَمَهُ: فَكُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا
تُكْتَبُ لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، وَكُلُّ
سَيِّئَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ لَهُ بِمِثْلِهَا»، هَذَا الجَزاءُ، بَعدَ
إِسلاَمِه يَتَّجِه إلَى العَملِ، الحَسَناتُ يُضَاعِفُها اللهُ، وَالسَّيئَاتُ
يُجَازِي بِمِثلِها، أَو يَعفُو عَنهَا؛ لِفَضلِه سبحانه وتعالى، وَهَذَا يَدلُّ
علَى يُسرِ الإِسلاَمِ؛ أنَّه يُسرٌ، دِينُ اليُسرِ - ولله الحَمدُ-.
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (42)، ومسلم رقم (129).
الصفحة 4 / 190