مَا قَبْلَهَا،
وَالهِجْرَةُ تَجُبُّ مَا قَبْلَهَا» ([1])،
ثمَّ بَعدَ ذَلِك - بَعدَ مَا يُسلِمُ-، يَستَقبِلُ العمَلَ الحسَنَةُ بِعَشرَةِ
أَمثالِهَا، إذَا عَمِلَ حسَنَةً، اللهُ يُعطِيهِ عَشرَةَ أَمثَالِها مِن
الجَزَاءِ؛ تَفَضُّلاً مِنهُ سبحانه وتعالى، وَيَزِيدُ عَلَى عَشرَةٍ - أَيضًا -
إلَى سَبعِمَائةَ ضِعفٍ، إلَى أَضْعافٍ كَثِيرةٍ: ﴿وَٱللَّهُ يُضَٰعِفُ لِمَن يَشَآءُۚ﴾ [البقرة: 261]، فَلاَ حَدَّ لِلمُضَاعَفَاتِ، وَهَذا
كلُّه مِن فَضلِ اللهِ، يُعطِيهِ اللهُ شَيئًا لَم يُعمَلْه، بَل مِن فَضلِه
وَإِحسَانِه، وَأمَّا مَن أَسَاءَ، فَالسَّيئةُ جَزَاؤُها سَيّئةٌ، هَذَا عَدلٌ
مِنهُ - سبحانه-، مَا يَحمِلُه اللهُ أَكثَرُ مِن عَملِه السَّيءُ.
الطّاعَةُ
يَزِيدُها اللهُ، وَأمَّا المَعصِيةُ، فَبِقَدرِها، وَلاَ يَزِيدُها اللهُ؛ عَدلاً
مِنه - سبحانه-، فَالمُضَاعفَةُ فَضلٌ، وَالسَّيئَةُ بِالسَّيئَةِ عَدلٌ مِنهُ
سبحانه وتعالى، وَإنْ شَاءَ، عَفَا عَنهَا - أيضًا-.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ القِصَاصُ: الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا»؛
القَصَاصُ يَعنِي: الجَزَاءُ.
بَعدَمَا
يَتُوبُ، وَيُسلم، يَستَقبِلُ العمَلَ، يكُونُ الجَزَاءُ عَلَى عَمَلِه«الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا»،
وَالسَّيئَةُ بِمِثلِها، ﴿مَن جَآءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ عَشۡرُ أَمۡثَالِهَاۖ
وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلَا يُجۡزَىٰٓ إِلَّا مِثۡلَهَا وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ﴾ [الأنعام: 160].
قَولُه صلى الله عليه وسلم: «الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ»، هَذَا فِي الحَدِيثِ، وَفِي الآيَةِ: ﴿مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتۡ سَبۡعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنۢبُلَةٖ مِّاْئَةُ حَبَّةٖۗ وَٱللَّهُ يُضَٰعِفُ لِمَن يَشَآءُۚ﴾ [البقرة: 261]، أَكثَر مِن هَذَا - أَيضًا-، ﴿وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 261]،
([1]) أخرجه: أحمد رقم (17827).