×
شرح كتاب الإيمان من الجامع الصحيح

 شَيئًا وَاحدًا؛ بَل لَه أَعلَى، وَلَه أَدنَى.

كَذَلِك قَولُه صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِْيمَانِ» ([1])، دلَّ علَى أنَّ الإِيمَانَ يَضعُفُ وَيَقوَى، وَفِي روَايَةٍ: «وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِْيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ» ([2])، دلَّ عَلَى أنَّ الإِيمَانَ يَضعُفُ، حتَّى يكُونَ كَمَا يَأتِي، يكُونُ عَلَى وَزنِ حَبَّةِ خَردَلٍ؛ أَقلُّ شَيءٍ.

الأَدِلةُ فِي هَذَا وَاضِحةٌ فِي زِيَادةِ الإِيمَانِ وَنُقصَانِه، وَأنَّ النّاسَ لَيْسُوا عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ؛ بَعضُهم أَقوَى إِيمَانًا مِن بَعضٍ، وبَعضُهم أَضعَفُ، لَيْسُوا عَلَى حدٍّ سَوَاءٍ.

قَولُه رحمه الله: «وقَولُ اللهِ تعالى: ﴿وَزِدۡنَٰهُمۡ هُدٗى [الكهف: 13] »، ﴿إِنَّهُمۡ فِتۡيَةٌ ءَامَنُواْ بِرَبِّهِمۡ وَزِدۡنَٰهُمۡ هُدٗى [الكهف: 13]؛ انظر: ﴿ءَامَنُواْ بِرَبِّهِمۡ وَزِدۡنَٰهُمۡ هُدٗى [الكهف: 13] »؛ زِدنَاهُم عَلَى إِيمَانِهم هُدَى، فَدلَّ عَلَى أنَّ الإِيمَانَ يَزِيدُ.

قَولُه رحمه الله: ﴿وَيَزۡدَادَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِيمَٰنٗا [المدثر: 31]؛ كَذَلِك هَذَا نَصٌّ مِن القُرآنِ عَلَى أنَّ الإِيمَانَ يَزِيدُ: ﴿وَيَزۡدَادَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِيمَٰنٗا [المدثر: 31]؛ كَمَا قَالَ جل وعلا: ﴿وَمَا جَعَلۡنَآ أَصۡحَٰبَ ٱلنَّارِ إِلَّا مَلَٰٓئِكَةٗۖ وَمَا جَعَلۡنَا عِدَّتَهُمۡ إِلَّا فِتۡنَةٗ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيَسۡتَيۡقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ [المدثر: 31]؛ لأنَّك جِئتَ بِمَا يُوافِقُ كِتَابَهم. ﴿وَيَزۡدَادَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِيمَٰنٗا [المدثر: 31]؛ فَدلَّ عَلَى أنَّ الإِيمَانَ يَزِيدُ.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (49).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (50).