×
شرح كتاب الإيمان من الجامع الصحيح

حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ شَعِيرَةٍ مِنْ خَيْرٍ، وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ بُرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ، وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ»، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «مِنْ إِيمَانٍ» مَكَانَ «مِنْ خَيْرٍ» ([1]).

****

 قَولُه رحمه الله: «وَقَالَ: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ [المائدة: 3] »؛ ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي [المائدة: 3]، فدلَّ عَلَى أنَّ الدِّينَ مِنه أَكمَلُ، وَمِنهُ كَامِلٌ، وَمِنه دُونَ ذَلِك، الإِكمَالُ مَعنَاه: الزِّيَادةُ والإِتمَامُ.

قَولُه رحمه الله: «فَإِذَا تَرَكَ شَيْئًا مِنَ الكَمَالِ فَهُوَ نَاقِصٌ»، هَذا وَجهُ الاستِدلاَلِ، «إِذَا تَرَكَ شَيْئًا مِنَ الكَمَالِ»؛ يعَنِي: مِن أمُورِ الدِّينِ، تَرَكَ طَاعةً مِن الطّاعَاتِ، فَإنَّه يَنقُصُ إِيمَانُه؛ لأِنّه إذَا تُرِكَ الكمَالُ، جَاءَ النَّقصُ، إذَا تُرِكَ الكمَالُ، مَا الّذِي بَعدَ الكمَالُ؟ النَّقصُ.

هَذا دَلِيلٌ عَلَى أنَّ الإِيمَانَ قَولٌ وَاعتِقَادٌ.

قَولُه صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ»؛ بِالّلسَانِ «وَفِي قَلْبِهِ»؛ هَذَا اعتِقَادٌ «وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ شَعِيرَةٍ مِنْ خَيْرٍ»؛ هَذَا دَليلٌ عَلَى أنَّ الإِيمَانَ يكُونُ عَلَى وَزنِ حَبّةِ خَردَلٍ، أَو أَضعَفَ، فَدلَّ علَى أنَّه يَزِيدُ وَيَنقُصُ.

قَولُه صلى الله عليه وسلم: «يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ شَعِيرَةٍ مِنْ خَيْرٍ»؛ وَزنُ شَعِيرَةٍ، الشَّعيرَةُ مَعرُوفةٌ، هِي حَبّةُ الشَّعِيرِ،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (44)، ومسلم رقم (193).