يقُولُ - انظُرْ أَهلَ الإِيمَانِ-: «مَا عَرَضْتُ قَوْلِي عَلَى عَمَلِي إلاَّ
خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ مُكَذِّبًا»، يُوَازِنُ بَيْن قَولِه وَعَملِه، وَهَكذَا
المُؤمِنُ لاَ يَغفَلُ عَن عمَلِه، وَيُزكِّي نَفسَه، أَو يَقُولُ قَولاً، وَلاَ
يَعمَلُ بِه، يَقُولُ قَولاً طيِّبًا، لَكنَّه لاَ يَعمَلُ بِه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفۡعَلُونَ ٢كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ
أَن تَقُولُواْ مَا لَا تَفۡعَلُونَ ٣﴾
[الصف: 2- 3]، ﴿أَتَأۡمُرُونَ
ٱلنَّاسَ بِٱلۡبِرِّ وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ وَأَنتُمۡ تَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۚ
أَفَلَا تَعۡقِلُونَ﴾ [البقرة:
44].
فَلا
يَقتَصِرُ الإِنسَانُ علَى القَولِ وَالتَّرغِيبِ فِي الخَيرِ، وَدَعوَةِ النّاسِ
إلَى الخَيرِ، وَلَكنَّه لاَ يَعمَلُ فِي نَفسِه، بَل يَبدَأُ بِنَفسِه أَوَّلاً،
هَذَا المُؤمِنُ.
إِبْرَاهِيمُ
التَّيْمِيُّ هُو كذَلِك، يَعرِضُ قَولَه عَلَى عمَلِه، هَل عمَلُه عَلَى قَدرِ
قَولِه أَم أَنقَصُ؟ يَخَافُ علَى نَفسِه مِن النَّقصِ، وَأنْ يَقولَ قَولاً
طـيَّـبًا، لَكنَّه لاَ يَعمَلُ بِه، وَهَذا أَمرٌ صَعبٌ وَدَقِيقٌ، يِجبُ علَى
المُسلِمِ أنْ يَتَوقَّفَ عِندَه.
فكَونُ
الإِنسَانِ يَخشَى عَلَى دِينِه، وَيَخشَى مِن النِّفاقِ، هَذَا دَلِيلٌ عَلَى
كمَالِ إِيمَانِه، وَكَونُه يَأمَنُ، هَذَا دَلِيلٌ عَلَى نَقصِ إِيمَانِه، أَو
عَدمِ إِيمَانِه.
قَولُه
رحمه الله: «وَقَالَ ابْنُ أَبِي
مُلَيْكَةَ: «أَدْرَكْتُ ثَلاَثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم،
كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ»»، ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ -
أيضًا - مِن كِبَارِ التَّابِعِين.
يقول:
«أَدْرَكْتُ ثَلاَثِينَ مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ»؛
أنْ يَقولَ قَولاً، وَلاَ يَعمَلُ بِه، وَهُم صَحَابَةُ رسُولِ