حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زُبَيْدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا وَائِلٍ عَنْ
المُرْجِئَةِ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه
وسلم قَالَ: «سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» ([1]).
****
القَلبِ فَقَطْ، وَأمَّا الأَعمَالُ، فَهَذه
قُشورٌ، لاَ تَهتَمّوا بِهَا.
هَذَا
- والعِيَاذُ بِاللهِ - رِدَّةٌ عَن دِينِ الإِسلاَمِ، الطّاعَاتُ قُشُورٌ؟!
ويقُولُ: هَذِه جُزْئِياتٌ، هَذِه وَهَذِه. هَذَا كلُّه مِن الغُرُورِ -
والعِيَاذُ بِاللهِ.
فَالمسُلِمُ
يُعظِّم الإِسلاَمَ، وَيُعظِّمُ الدِّينَ، ويُعظِّمُ الطاعَاتِ، ويَكرَهُ
المعَاصِي والذّنُوبَ، يَكرَهُهَا، ويَنفُر مِنهَا: ﴿وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡإِيمَٰنَ
وَزَيَّنَهُۥ فِي قُلُوبِكُمۡ وَكَرَّهَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡكُفۡرَ وَٱلۡفُسُوقَ وَٱلۡعِصۡيَانَۚ﴾ [الحجرات: 7]، فَالذِي يَكرَهُ الطّاعَاتِ، وَيحِبُّ
المعَاصِي، هَذَا لَيْسَ بِمؤْمِنٍ، أَو يَستَصغِرُها، وَيقُولُ: سَهلَةٌ هَذِه.
إذَا استَصغَرتَها، عَظُمَت وَكبُرَت عِندَ اللهِ عز وجل.
فَمِن
الإِيمَانِ الخَوفُ، خَوفُ القَلبِ مِن هَذِه الأمُورِ.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «سِبَابُ المُسْلِمِ»، هذَا عمَلٌ.
قَولُه
صلى الله عليه وسلم: «فُسُوقٌ»؛ خرُوجٌ مِن طاعَةِ اللهِ عز وجل.
والمُرجِئةُ
يقُولُون: لاَ، لاَ يَضُرّ هذَا، لاَ يَضرُّ الإِيمَانَ مَعصِيةٌ؛ كمَا لاَ
يَنفَعُ مَعَ الكُفرِ طَاعةٌ.
نَعَم، هُو لاَ يَنفَعُ مَع الكُفرِ طَاعةٌ، هَذَا صَحِيحٌ، لَكنْ أنَّه لاَ يَضرُّ مَعَ الإِيمَانِ مَعصِيةٌ، هَذَا بَاطِلٌ، بَل يَضرُّ، تَضُرّ المَعصيةُ معَ الإِيمَانِ، تُنقِصُ الإِيمَانَ، فهَذَا مِن استِحقَارِ المعَاصِي والاستِخفَافُ بِالمعَاصِي - والعيَاذُ بِاللهِ-، وهَذَا عمَلُ المُرجِئةِ، وهِي فِئةٌ ضَالَّةٌ، الإِرجَاءُ أَصلُه فِي الّلغَةِ:
([1]) أخرجه: البخاري رقم (48)، ومسلم رقم (64).