قَولُه:
«وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ
سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لاَ».
«هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً
لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟»؛ يَعنِي:
كَرَاهِيةً لِدِينِه، قَالَ: لاَ، إنْ كَانَ يَرتَدّ، فَهَذَا لأَِمرٍ دُنيَوِيّ،
مَا هُو لِشَيءٍ فِي الدِّينِ، أَو أنَّ الدِّينَ فِي شَيءٍ مَكرُوهٍ مُنفِّرٍ،
لاَ، لَكنْ يَرتَدُّ لأِغرَاضٍ أُخرَى؛ إمَّا لِطَلبِ الرّئَاسَةِ، وإمَّا لِطلَبِ
المَالِ، وَإمَّا لأِغرَاضٍ دُنيَوِيّةٍ؛ كمَا عِندَ المُتَنَبِّئِين.
قَولُه:
«وَكَذَلِكَ الإِيمَانُ، حِينَ تُخَالِطُ
بَشَاشَتُهُ القُلُوبَ لاَ يَسْخَطُهُ أَحَدٌ»، إذَا استَقرَّ فِي القَلبِ،
فَإنَّه لاَ يَسخَطُه أَحدٌ؛ لأِنَّه حَقٌّ، بِخلاَفِ البَاطِلِ؛ فَإنَّه وَإنْ
صَدَّق بِه الإِنسَانُ أَوّلَ وَهلَةٍ لَكنْ يَنكَشِفُ عمَّا قَرِيبٍ.
***
الصفحة 13 / 190