×
شرح كتاب الإيمان من الجامع الصحيح

«كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ»، كَانَ الوَاجِبُ أنَّ الرَّاعِي يُبعِدُها عَن الحِمَى؛ فلاَ تَرعَى، فهَذَا مِثلُ الإِنسَانِ الّذِي لاَ يَتجنَّبُ المُشتَبِهَاتِ، حَريٌّ بِه أنْ يتَخَطَّى إلَى المُحَرَّمَاتِ، هَذَا وَاضِحٌ مِن الحَدِيثِ.

لَكنَّ مَا عَلاَقةُ هَذَا الحَدِيثِ بِكِتابِ الإِيمَانِ؟ علاَقتُه أنَّ أَخذَ الحَلاَلِ البيِّنِ وَتَركَ الحَرَامِ البيِّنِ والتَّوقُّفَ لِلمُشتَبِهَاتِ هَذَا مِن الإِيمَانِ، فَقَولُه صلى الله عليه وسلم: «فَمَنِ اتَّقَى المُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ»، فسَمَّاه استِبْراءً لِلدِّينِ، فَالّذِي يَتَوقَّفُ عَن الحرَامِ وَالمُشتَبِهَات هَذَا استِبْرَأَ لِدِينِه، سَمَّى هَذَا دِينًا.

ولاَ شَكَّ أنَّ مَن تَرَك الشَّبُهَات، التَّركُ هَذَا عمَلٌ أَم لاَ؟ التَّركُ هَذَا عمَلٌ، سمَّاه النّبيُّ صلى الله عليه وسلم: دِينًا؛ «اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ»، فدَلَّ عَلَى أنَّ العمَلَ مِن الدِّينِ، وَهُو تَركُ المُشتَبِهَاتِ.

***


الشرح