×
شرح كتاب الإيمان من الجامع الصحيح

«قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الإِيمَانُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ»»، انتبهوا!

«قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ»، وَهَكذَا يَنبَغِي، الّذِي لاَ يَعلَمُ يَقُولُ: لاَ أَدرِي.

«قَالَ: «شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُعْطُوا مِنَ المَغْنَمِ الخُمُسَ»»، هذَا يَدلُّ عَلَى أنَّ الأَعمَالَ تَدخلُ فِي الإِيمَانِ، شَهَادَةَ أنَّ لاَ إِلَه إلاَّ اللهُ وأنَّ مُحمَّدًا رَسُولُ اللهِ، هَذَا نُطقٌ، وَإِقامَ الصَّلاةِ، وَإِيتاءَ الزَّكاةِ، وَصَومَ رمَضَانَ، هَذِه أَعمَالٌ، هَذِه أَعمَالُ جَوَارحٍ، «وَأَنْ تُعْطُوا مِنَ المَغْنَمِ الخُمُسَ»، هَذَا عملٌ، كَلُّ هَذَا بَيانٌ لِلإِيمَانِ، فَدلَّ عَلَى أنَّ الأَعمَالَ دَاخِلٌ فِي الإِيمَانِ.

«وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنِ الحَنْتَمِ وَالدُّبَّاءِ وَالنَّقِيرِ وَالمُزَفَّتِ، وَرُبَّمَا قَالَ: المُقَيَّرِ»، هَذِه ظرُوفُ الخَمرِ، الخَمرُ يَعنِي، وَهَذِه ظُرُوفُه، هَذِه أَوَانِي الخَمرِ، الحَنْتَمُ والدُّبَّاءُ، والدُّبَّاءُ: القَرعَةُ الّتِي تُؤخَذُ، إذَا تَصَلَّبَت يَأخُذُون قِشرَها، وَيَجعلُونَه وِعَاءً، إلَى عَهدٍ قَرِيبٍ يَجعَلُونَه وِعَاءً لِلأَشيَاءِ، وَمِنهَا الخَمرُ.

«والنَّقِيرُ»، النَّقِيرُ: هُو جِذعُ النَّخلَةِ، يَنقُرُونَه، وَيَجعَلُونَه إِنَاءً لِلخَمرِ.

«والمُزَفَّت»، والمَقير هُو نَفسُ الشَّيءِ، تَعرِفُون القَارَ والزِّفتَ.

«ورُبَّمَا قَالَ: «المُقَيَّر»»، المُقَيَّر هُو نفَسُ المُزَفَّت؛ القَارُ هُو الزِّفتُ؛ يَعنِي: مدَهوُنٌ بِالقَارِ، يَدهِنُونَه بِالقَارِ، أَو يَدهِنُونَ الأَوَانِي بِهَذا الشَّيءِ؛ لأِجلِ أنْ تَتَصلَّبَ، وَيَضعُونَ فِيهَا الخَمرَ.


الشرح