حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى،
عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى
إِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ» ([1]).
****
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهُمْ
بِالْمَدِينَةِ؟ قَالَ: «وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ، حَبَسَهُمُ العُذْرُ» ([2])،
لِمَاذَا؟ حَبَسَهُم العُذرُ، لَكنَّ نِيتَهم الجِهَادُ، لَو تَمَكّنُوا لجاهدوا،
فَهُم جَاهَدُوا بِنِيّتِهِم، وَإنْ لَم يُجَاهِدوا بِأَبدَانِهم؛ لمَّا حَبَسَهم
العُذرُ، فَدَلَّ عَلى أنَّ النّيةَ لَهَا مَقَامٌ عَظِيمٌ عِندَ اللهِ سبحانه
وتعالى، حتَّى وَلَو لم يَعمَلْ، إِذَا كَانَ هَذَا لِعُذرٍ.
قَولُه رضي الله عنه: «وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ»، فَدلَّ عَلَى أنَّ النُّصحَ يُبَايَعُ عَلَيه؛ لأِنَّه مِن الأَعمَالِ مِثلُ الصّلاَةِ، مَثلُ الزَّكَاةِ، مِثلُ...، مَا تَقُولُ: أنَا لاَ شَأنَ لِي بِالنَّاسِ، وَمَن يَفسَدُ يَفسَدُ، أَنَا لَيْسَ لِي إلاَّ نَفسِي. لاَ، هَذَا مَا يَجُوزُ، عَلَيكَ أنْ تَأمُرَ بِالمَعرُوفِ، وَتَنهَى عَن المُنكَرِ، عَلَيكَ أنْ تَدعُو إِلَى اللهِ، عَلَيكَ أنْ تَنصَحَ وَتُذَكِّرَ، هَذَا وَاجِبٌ عَلَيكَ، هَذَا مِن الدِّينِ، دَاخِلٌ فِي الإِيمَانِ.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (57)، ومسلم رقم (56).