×
شرح كتاب الإيمان من الجامع الصحيح

حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، يَقُولُ يَوْمَ مَاتَ المُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ رضي الله عنه، قَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: عَلَيْكُمْ بِاتِّقَاءِ اللَّهِ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَالوَقَارِ، وَالسَّكِينَةِ، حَتَّى يَأْتِيَكُمْ أَمِيرٌ، فَإِنَّمَا يَأْتِيكُمُ الآنَ. ثُمَّ قَالَ: اسْتَعْفُوا لأَِمِيرِكُمْ، فَإِنَّهُ كَانَ يُحِبُّ العَفْوَ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ: أُبَايِعُكَ عَلَى الإِسْلاَمِ فَشَرَطَ عَلَيَّ: وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ فَبَايَعْتُهُ عَلَى هَذَا، وَرَبِّ هَذَا المَسْجِدِ إِنِّي لَنَاصِحٌ لَكُمْ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَنَزَلَ ([1]).

****

  كَانَ المُغِيرَةُ بنُ شُعْبَةَ رضي الله عنه أَمِيرًا عَلَى الكُوفَةِ، فَمَاتَ رضي الله عنه، نَصَحَهم هَذَا الصَّحَابِيُّ الجَلِيلُ بِأنْ يُبقُوا عَلَى السَّمعِ وَالطَّاعَةِ، وَأَنْ يَستَعفُوا لأِمِيرِهم، وَيَطلُبُوا لَه العَفوَ وَالمَغفِرَةَ، هَذَا مِن النُّصحِ، ثمَّ أَخبَرَ أنَّه بَايَعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمِن جُملَةِ مَا بَايَعَ عَلَيه النَّصحَ، دَلَّ عَلَى أنَّ النَّصِيحَةَ أَمرٌ مُهِمٌّ، وَأنَّها مِن الدِّينِ، «الدِّينُ النَّصِيحَةُ»، والنَّصِيحَةُ عمَلٌ؛ يَعنِي: أنْ تَنصَحَ بِالقَولِ وَبِالفِعلِ.

وَاللهُ تَعَالَى أَعلَمُ، وَصَلَّى اللهُ وسَلمَ علَى نَبِيّنَا مَحمَّدٍ

وَعَلَى آلِه وَأَصحَابِه أَجمَعِينَ.

***


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (58).