×
عقيدة التوحيد

المُقَدِّمَةُ

****

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين، وَالصَّلاَةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّهِ الصَّادِقِ الأَمِين، نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ... وَبَعْدُ:

فَهَذَا كِتَابٌ فِي عِلْمِ التَّوْحِيدِ، وَقَدْ رَاعَيْتُ فِيهِ الاِخْتِصَارَ مَعَ سُهُولَةِ العِبَارَةِ، وَقَدِ اقْتَبَسْتُهُ مِنْ مَصَادِرَ كَثِيرَةٍ مِنْ كُتُبِ أَئِمَّتِنَا الأَعْلاَمِ، وَلاَ سِيَّمَا كُتُبُ شَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ، وَكُتُبُ العَلاَّمَةِ ابْنِ القَيِّمِ، وَكُتُبُ شَيْخِ الإِسْلاَمِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الوَهَّابِ، وَتَلاَمِيذِهِ مِنْ أَئِمَّةِ هَذِهِ الدَّعْوَةِ المُبَارَكَةِ.

وَمِمَّا لاَ شَكَّ فِيهِ أَنَّ عِلْمَ العَقِيدَةِ الإِسْلاَمِيَّةِ هُوَ العِلْمُ الأَسَاسِيُّ الَّذِي تَجْدُرُ العَنايَةُ بِهِ تَعَلُّمًا وَتَعْلِيمًا وَعَمَلاً بِمُوجَبِهِ؛ لِتَكُونَ الأَعْمَالُ صَحِيحَةً مَقْبُولَةً عِنْدَ اللهِ نَافِعَةً لِلْعَامِلِينَ، خُصُوصًا وَأَنَّنَا فِي زَمَانٍ كَثُرَتْ فِيهِ التَّيَّارَاتُ المُنْحَرِفَةُ؛ تَيَّارُ الإِلْحَادِ، وَتَيَّارُ التَّصَوُّفِ وَالرَّهْبَنَةِ، وَتَيَّارُ القُبُورِيَّةِ الوَثَنِيَّةِ، وَتَيَّارُ البِدَعِ المُخَالِفَةِ لِلْهَدْيِ النَّبَوِيِّ، وَكُلُّهَا تَيَّارَاتٌ خَطِيرَةٌ وَمَا لَمْ يَكُنِ المُسْلِمُ مُسَلَّحًا بِسِلاَحِ العَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ المُرْتَكِزَةِ عَلَى الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَمَا عَلَيْهِ سَلَفُ الأُمَّةِ؛ فَإِنَّهُ حَرِيٌّ أَنْ تَجْرِفَهُ تِلْكَ التَّيَّارَاتُ المُضِلَّةُ؛ وَهَذَا مِمَّا يَسْتَدْعِي العَنايَةَ التَّامَّةَ بِتَعْلِيمِ العَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ لأَِبْنَاءِ المُسْلِمِينَ مِنْ مَصَادِرِهَا الأَصِيلَةِ.

وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ.

***


الشرح