×
عقيدة التوحيد

الفَصْلُ الثَّامِنُ

حُكْمُ الانْتِمَاءِ إِلَى المَذَاهِبِ الِإلْحَادِيَّةِ وَالأَحْزَابِ [الْجَاهِليَّةِ]

****

* الانْتِمَاء إِلَى المَذَاهِبِ الإلْحَادِيَّةِ؛ كَالشُّيوعِيَّةِ، وَالعَلْمَانِيةِ، وَالرَأْسِمَالِيةِ، وَغَيْرِهَا مِنْ مَذَاهِب الكُفْرِ: رِدَّةٌ عَنْ دِينِ الِإسْلاَمِ، فَإِنْ كَانَ المُنْتَمِي إِلَى تِلْكَ المَذَاهِبِ يَدَّعِي الِإسْلاَمَ، فَهَذَا مِن النِّفَاقِ الأَكْبَرِ؛ فَإِنَّ المُنَافِقينَ يَنْتَمُونَ إِلَى الِإسْلاَمِ فِي الظَّاهِرِ، وَهُمْ مَعَ الكُفَّارِ فِي البَاطِنِ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى فِيهِمْ: ﴿وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ إِلَىٰ شَيَٰطِينِهِمۡ قَالُوٓاْ إِنَّا مَعَكُمۡ إِنَّمَا نَحۡنُ مُسۡتَهۡزِءُونَ [البَقَرَة: 14]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ٱلَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمۡ فَإِن كَانَ لَكُمۡ فَتۡحٞ مِّنَ ٱللَّهِ قَالُوٓاْ أَلَمۡ نَكُن مَّعَكُمۡ وَإِن كَانَ لِلۡكَٰفِرِينَ نَصِيبٞ قَالُوٓاْ أَلَمۡ نَسۡتَحۡوِذۡ عَلَيۡكُمۡ وَنَمۡنَعۡكُم مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۚ [النِّسَاء: 141].

فَهَؤُلاَءِ المُنَافِقُونَ المخَادِعُونَ؛ لِكُلّ مِنْهُمْ وَجْهَانِ: وَجْهٌ يَلْقَى بِهِ المؤْمِنِينَ، وَوَجْهٌ يَنْقَلِبُ بِهِ إِلَى إِخْوَانِهِ مِن الملْحِدِينَ، وَلَهُ لِسَانَانِ: أَحَدُهُمَا يَقْبَلُهُ بِظَاهِرِهِ المُسْلِمونَ، وَالآخَر يُتَرْجم عَنْ سِرِّهِ المَكْنُونِ: ﴿وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ إِلَىٰ شَيَٰطِينِهِمۡ قَالُوٓاْ إِنَّا مَعَكُمۡ إِنَّمَا نَحۡنُ مُسۡتَهۡزِءُونَ [البَقَرَة: 14].

قَدْ أعْرَضُوا عَن الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ اسْتِهْزَاءً بأَهْلِهِمَا وَاسْتِحقَارًا، وَأَبَوْا أَنْ يَنْقَادُوا لحُكْمِ الوَحْيَيْنِ؛ فَرحاً بِمَا عنْدَهُم مِنَ العِلْمِ الَّذِي لاَ يَنْفَعُ الاِستِكْثَار مِنْهُ إلا أَشْراً وَاسْتِكْبَاراً؛ فَتَرَاهُمْ أَبَداً بِالمتَمَسِّكِينَ بِصَرِيحِ الوَحْيِ يَسْتَهْزئُونَ، ﴿ٱللَّهُ يَسۡتَهۡزِئُ بِهِمۡ وَيَمُدُّهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ [البَقَرَة: 15].


الشرح