×
عقيدة التوحيد

الفَصْلُ العَاشِرُ

فِي الرُّقَى وَالتَّمَائِمِ

****

·       الرُّقَى:

جَمْعُ رُقْيَةٍ، وهي: العُوذَةُ الَّتِي يُرْقَى بِها صاحِبُ الآفةِ؛ كالحُمّى والصّرع، وغَيْرِ ذَلِكَ منِ الآفات، ويُسمّونها العزائِم، وهي عَلَى نوْعيْنٍ:

النّوْعُ الأَوَّلُ: مَا كان خاليا مِن الشّركِ، بِأن يقرأ عَلَى المريضِ شَيْء مِن القُرآنِ، أَوْ يعوذُ بِأَسْمَاءِ اللهِ وَصِفَاتِهِ؛ فهَذَا مُباح، لأِنّ النَّبِيّ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وسلّمُ قَدْ رقى، وأمر بِالرُّقيَةِ وأجازها، فعَنْ عوْف بن مالِك رضي الله عنه قال: كنّا نرقي فِي الجاهلِيّةِ فقُلنا: يا رَسُولَ اللهِ، كيْف ترى فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ: «اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لاَ بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ» ([1]).

قَالَ السُّيوطيُّ رحمه الله: «وقد أَجمع العُلماء عَلَى جوازِ الرُّقى، عَنْد اِجتِماعِ ثلاثةِ شُروطٍ:

* أن تكون بِكلام اللّهِ، أَوْ بِأَسْمَاءِ اللهِ وَصِفَاتِهِ.

* وأن تكون بِاللِّسانِ العربيِّ، وَمَا يُعرفُ معْنَاهُ.

* وأن يعتقِد أنّ الرُّقيَة لا تُؤثِّرُ بذاتها؛ بَلْ بِتقديرِ اللهِ تعالى.

وكيْفيّتُها: أن يقرأ ويَنفُث عَلَى المريضِ، أَوْ يقرأ فِي ماء ويُسقاهُ المريض، كَمَا جاء فِي حديثِ ثابِتٍ رضي الله عنه: أنّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أخذ تُرابا مِن بطحان، فجَعَلَهُ فِي قَدحٍ، ثُمَّ نفث عَلَيْهِ بِماءٍ، وصبّهُ عليه ([2]).


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم، رقم (2200).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (3885)، والنسائي، رقم (10856).