الفَصْلُ الخَامِسُ
فِي فَضْلِ الصَّحَابَة وَمَا يَجِبُ
اعْتِقَادُهُ فِيهِمْ
وَمَذْهَبِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ
فِيمَا حَدَثَ بَيْنَهُمْ
****
·
مَا
المُرَادُ بِالصَّحَابَة، وَمَا الَّذِي يَجِبُ اعْتِقَادُهُ فِيهِمْ؟
الصَّحَابَة: جَمْعُ
صَحَابِيّ؛ وَهُوَ: مَنْ لَقِيَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مُؤْمِنًا بِهِ،
وَمَاتَ عَلَى ذَلِكَ.
وَالَّذِي يَجِبُ اعْتِقَادُهُ فِيهِمْ:
أَنَّهُمْ أَفْضَلُ الأُمَّةِ، وَخَيْرُ القُرُونِ؛ لِسَبْقِهِمْ وَاخْتِصَاصِهِمْ
بِصُحْبَةِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَالجِهَادِ مَعَهُ، وَتَحَمُّلِ
الشَّرِيعَةِ عَنْهُ، وَتَبْلِىغِهَا لِمَنْ بَعْدَهُمْ، وَقَدْ أَثْنَى اللهُ
عَلَىْهِمْ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ
وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ
وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ
أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ﴾
[التّوبَة: 100].
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ
أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيۡنَهُمۡۖ تَرَىٰهُمۡ رُكَّعٗا
سُجَّدٗا يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗاۖ سِيمَاهُمۡ فِي
وُجُوهِهِم مِّنۡ أَثَرِ ٱلسُّجُودِۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِۚ
وَمَثَلُهُمۡ فِي ٱلۡإِنجِيلِ كَزَرۡعٍ أَخۡرَجَ شَطَۡٔهُۥ فََٔازَرَهُۥ فَٱسۡتَغۡلَظَ
فَٱسۡتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِۦ يُعۡجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلۡكُفَّارَۗ
وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِنۡهُم مَّغۡفِرَةٗ
وَأَجۡرًا عَظِيمَۢا﴾[الفَتْح:
29].
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿لِلۡفُقَرَآءِ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأَمۡوَٰلِهِمۡ يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ ٨وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِيمَٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي
الصفحة 1 / 188