الفَصْلُ الرَّابِعُ
العِبَادَة: مَعْنَاهَا، وَشُمُولهَا
****
·
مَعنى
العِبَادَةِ:
أَصْلُ العِبَادَةِ:
التَّذَلُّلُ وَالخُضُوعُ.
وفِي الشَّرْعِ: لَهَا
تَعَارِيفُ كَثِيرَةٌ -وَمَعْنَاهَا وَاحِدٌ-:
مِنْهَا: أَنَّ العِبَادَة هِيَ
طَاعَةُ اللهِ؛ بِامْتِثَالِ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ عَلَى ألسنَةِ رُسُلِهِ.
وَمِنْهَا: أَنَّ
العِبَادَة، مَعْنَاهَا: التَّذَلُّلُ للهِ سُبْحَانَهُ؛ فَهِيَ: غَايَةُ الذُّلِّ
للهِ تَعَالَى مَعَ غَايَةِ حُبِّهِ.
وَالتَّعْرِيفُ الجَامِعُ لَهَا هُوَ أَنَّ العِبَادَة:
اسْمٌ جَامِعٌ لِكُلِّ مَا يُحِبُّهُ اللهُ وَيَرْضَاهُ؛ مِنَ الأَقْوَالِ وَالأَعْمَالِ
الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ.
وَهِيَ مُنْقَسِمَةٌ عَلَى القَلْبِ وَاللِّسَانِ
وَالجَوَارِحِ؛ فَالخَوْفُ وَالرَّجَاءُ، وَالمَحَبَّةُ،
وَالتَّوَكُّلُ، وَالرَّغْبَةُ وَالرَّهْبَةُ: عِبَادَةٌ قَلْبِيَّةٌ،
وَالتَّسْبِيحُ، وَالتَّهْلِيلُ وَالتَّكْبِيرُ، وَالحَمْدُ، وَالشُّكْرُ
بِاللِّسَانِ وَالقَلْبِ: عِبَادَةٌ لِسَانِيَّةٌ قَلْبِيَّةٌ،
وَالصَّلاَةُ وَالزَّكَاةُ وَالحَجُّ وَالجِهَادُ: عِبَادَةٌ بَدَنِيَّةٌ
قَلْبِيَّةٌ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ العِبَادَةِ الَّتِي تَجْرِي
عَلَى القَلْبِ وَاللِّسَانِ وَالجَوَارحِ، وَهِيَ كَثِيرَةٌ.
وَالعِبَادَة: هِيَ الَّتِي خَلَقَ اللهُ الخَلْقَ مِنْ أَجْلِهَا؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ ٥٦مَآ أُرِيدُ مِنۡهُم مِّن رِّزۡقٖ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطۡعِمُونِ ٥٧إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِينُ ٥٨﴾ [الذّاريَات: 56-58].
الصفحة 1 / 188