الفَصْلُ الثَّالِثُ
الكُفْرُ: تَعْرِيفُهُ وَأَنْواعُهُ
****
·
تَعْرِيفُهُ:
الكُفْرُ فِي اللُّغَةِ:
التَّغْطِيَةُ وَالسَّتْرُ.
وَالكُفْرُ شَرْعًا: ضِدُّ
الإِيمَانِ؛ فَإِنَّ الكُفْرَ: عَدَمُ الإِيمَانِ بِاللهِ وَرُسُلِهِ، سَوَاء
كَانَ مَعَهُ تَكْذِيب، أَوْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ تَكْذِيب، بَلْ مُجَرَّدُ شَكٍّ
وَرَيْبٍ، أَوْ إِعْراَضٍ، أَوْ حَسَدٍ، أَوْ كِبْرٍ، أَو اتّباعٍ لِبَعْضِ
الأَهوَاءِ الصَّادَّةِ عَن اتّباعِ الرّسَالَةِ، وَإِنْ كَانَ المُكَذّبُ أَعْظَم
كُفْرًا، وَكَذَلِكَ الجَاحِدُ وَالمُكَذّب حَسَدًا؛ مَعَ اسْتِيقَانِ صِدْقِ
الرُّسُلِ.
·
أَنْوَاعُهُ:
الكُفْرُ نَوْعَانِ:
* النَّوْعُ الأَوَّلُ:
كُفْرٌ أَكْبَرُ؛ يُخْرجُ مِنَ المِلَّةِ، وَهُوَ خَمْسَةُ أَقْسَامٍ:
القِسْمُ الأَوَّلُ: كُفْرُ التَّكْذِيبِ؛
وَالدَلِيلُ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ
كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِٱلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُۥٓۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ
مَثۡوٗى لِّلۡكَٰفِرِينَ﴾[العَنكبوت:
68].
القِسْمُ الثَّانِي: كُفْرُ الِإبَاءِ وَالاِسْتِكْبَارِ
مَعَ التَّصْدِيقِ؛ وَالدَلِيلِ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ
فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ [البَقَرَة: 34].
القِسْمُ الثَّالِثُ: كُفْرُ الشَّكِّ، وَهُوَ كُفْرُ الظَّنِّ؛ وَالدَلِيلُ قَوْلُهُ تَعاَلَى: ﴿وَدَخَلَ جَنَّتَهُۥ وَهُوَ ظَالِمٞ لِّنَفۡسِهِۦ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِۦٓ أَبَدٗا ٣٥وَمَآ أَظُنُّ
الصفحة 1 / 188