الفَصْلُ الثَّانِي
الشّركُ: تَعْرِيفُهُ، وَأَنْوَاعُهُ
****
·
تَعْرِيفُهُ:
الشّرْكُ هُوَ: جَعل
شَرِيكٍ للهِ تَعَالَى فِي رُبُوِبيَّتِهِ وَإِلهِيَّتِهِ.
وَالغَالِبُ الإِشْرَاكُ فِي الأُلُوهِيَّةِ؛ بِأَنْ
يَدْعُوَ مَعَ اللهِ غَيْرهُ، أَوْ يَصْرِفَ لَهُ شَيْئا مِنْ أَنْوَاعِ
العِبَادَةِ؛ كَالذَّبْحِ وَالنَّذْرِ، وَالخَوْفِ وَالرَّجَاءِ، وَالمَحَبةِ.
وَالشِّرْكُ أَعْظَمُ الذَّنُوبِ؛ وَذَلِكَ لأُِمُورٍ:
* لأَِنَّهُ تَشْبِيه لِلْمَخْلُوقِ
بِالخَالِقِ فِي خَصَائِصِ الِإلهِيَّةِ، فَمَنْ أَشْرَكَ مَعَ اللهِ أَحَدًا،
فَقَدْ شَبَّهَهُ بِهِ، وَهَذَا أَعْظَمُ الظُّلْمِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ﴾ [لقمَان: 13].
وَالظُّلْمُ هُوَ: وَضْعُ
الشَيْءٍ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ؛ فَمَنْ عَبَدَ غَيْر اللهِ، فَقَدْ وَضَعَ
العِبَادَة فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا، وَصَرَفَهَا لِغَيْرِ مُسْتَحِقّهَا، وَذَلِكَ
أَعْظَمُ الظّلْمِ.
* أَنَّ اللهَ أَخْبَرَ أَنَّهُ لاَ
يَغْفِرُ لِمَنْ لَمْ يَتُبْ مِنْهُ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ
وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾
[النِّسَاء: 48].
* أَنَّ اللهَ أَخْبَرَ أَنَّهُ
حَرَّمَ الجَنَّةَ عَلَى المُشْرِكِ، وَأَنَّهُ خالِدٌ مُخَلَّدٌ فِي نَارِ
جَهَنَّمَ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّهُۥ مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ
عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٖ﴾[المَائدة: 72].
* أَنَّ الشِّرْكَ يُحْبطُ جَمِيعَ الأَعْمَالِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَوۡ أَشۡرَكُواْ لَحَبِطَ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [الأنعَام: 88].
الصفحة 1 / 188