×
عقيدة التوحيد

الفَصلُ الثَّانِي

السّحْرُ وَالكِهَانَةُ وَالعِرَافَةُ

****

كُلُّ هَذِهِ الأُمُورِ أَعْمَالٌ شَيْطَانِيَّةٌ مُحَرَّمَةٌ، تُخِلُّ بِالعَقِيدَةِ أَوْ تُنَاقِضُهَا؛ لأَِنَّهَا لاَ تَحْصُلُ إِلاَّ بِأُمُورٍ شِرْكِيَّةٍ:

·       فَالسّحْرُ عِبَارَةٌ عَمَّا خَفِيَ وَلَطُفَ سَبَبُهُ:

سُمّيَ سِحْرًا؛ لأَِنَّهُ يَحْصُلُ بِأُمُورٍ خَفِيَّةٍ، لاَ تُدْركُ بِالأَبْصَارِ، وَهُوَ: عَزَائِمُ وَرُقًى، وَكَلاَمٌ يُتَكَلَّمُ بِهِ، وَأَدْوِيَةٌ وَتَدْخِينَاتٌ، وَلَهُ حَقِيقَةٌ، وَمِنْهُ مَا يُؤَثّرُ فِي القُلُوبِ وَالأَبْدَانِ؛ فَيُمْرِضُ وَيَقْتُلُ وَيُفَرّقُ بَيْنَ المَرْءِ وَزَوْجِهِ، وَتَأْثِيرُهُ بِإِذْنِ اللهِ الكَوْنِيّ القَدَرِيّ، وَهُوَ عَمَلٌ شَيْطَانِيٌّ، وَكَثِيرٌ مِنْهُ لاَ يُتَوَصَّلُ إِلَيْهِ إلاَّ بِالشّرْكِ، وَالتَّقَرُّبِ إِلَى الأَرْوَاحِ الخَبِيثَةِ بِمَا تُحِبُّ، وَالتَّوَصُّل إِلَى اسْتِخْدَامِهَا بِالإِشْرَاكِ بِهَا؛ وَلِهَذَا قَرَنهُ الشَّارعُ بِالشّرْكِ؛ حَيْثُ يَقُولُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ»، قَالُوا: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: «الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَالسّحْرُ...» ([1]) الحَدِيثَ، فَهُوَ دَاخِلٌ فِي الشّرْكِ مِنْ نَاحِيَتَيْنِ:

النَّاحِيَةُ الأُولَى: مَا فِيهِ مِنِ اسْتِخْدَامِ الشَّيَاطِينِ وَالتَّعَلُّقِ بِهِمْ وَالتَّقَرُّبِ إِلَيْهِمْ بِمَا يُحِبُّونَهُ؛ لِيَقُومُوا بِخِدْمَةِ السَّاحِرِ، فَالسّحْرُ مِنْ تَعْلِيمِ الشَّيَاطِينِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ [البَقَرَة: 102].


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري، رقم (2615)، ومسلم، رقم (89).