×
عقيدة التوحيد

الثَّانِيَةُ: مَا فِيهِ مِنْ دَعْوَى عِلْمِ الغَيْبِ، وَدَعْوَى مُشَارَكَةِ اللهِ فِي ذَلِكَ، وَهَذَا كُفْرٌ وَضَلاَلٌ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدۡ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖۚ [البَقَرَة: 102]؛ أَيْ: نَصِيبٍ.

وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ، فَلاَ شَكَّ أَنَّهُ كُفْرٌ وَشِرْكٌ يُنَاقِضُ العَقِيدَةَ، وَيَجِبُ قَتْلُ مُتَعَاطِيهِ؛ كَمَا قَتَلَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَكَابِرِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم، وَقَدْ تَسَاهَلَ النَّاسُ فِي شَأْنِ السَّاحِرِ وَالسّحْرِ، وَرُبَّمَا عَدُّوا ذَلِكَ فَنًّا مِنَ الفُنُونِ الَّتِي يَفْتَخِرُونَ بِهَا، وَيَمْنَحُونَ أَصْحَابَهَا الجَوَائِزَ وَالتَّشْجِيعَ، وَيُقِيمُونَ النَّوَادِيَ وَالحَفَلاَتِ وَالمُسَابَقَاتِ لِلسَّحَرَةِ، وَيَحْضُرُهَا آلاَفُ المُتَفَرّجِينَ وَالمُشَجّعِينَ، أَوْ يُسَمُّونَهُ بِالسّيرْكِ، وَهَذَا مِنَ الجَهْلِ بِالدّينِ، وَالتَّهَاوُنِ بِشَأْنِ العَقِيدَةِ، وَتَمْكِينٌ لِلْعَابِثِينَ.

·          الكِهَانَةُ وَالعِرَافَةُ:

وَهُمَا: ادّعَاءُ عِلْمِ الغَيْبِ، وَمَعْرِفَةِ الأُمُورِ الغَائِبَةِ؛ كَالإِخْبَارِ بِمَا سَيَقَعُ فِي الأَرْضِ، وَمَا سَيَحْصُلُ، وَأَيْنَ مَكَانُ الشَّيْءِ المَفْقُودِ، وَذَلِكَ عَنْ طَرِيقِ اسْتِخْدَامِ الشَّيَاطِينِ؛ الَّذِينَ يَسْتَرِقُونَ السَّمْعَ مِنَ السَّمَاءِ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿هَلۡ أُنَبِّئُكُمۡ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَٰطِينُ ٢٢١تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ ٢٢٢يُلۡقُونَ ٱلسَّمۡعَ وَأَكۡثَرُهُمۡ كَٰذِبُونَ ٢٢٣ [الشُّعَرَاء: 221-223].

وَذَلِكَ أَنَّ الشَّيْطَانَ يَسْتَرِقُ الكَلِمَةَ مِنْ كَلاَمِ المَلاَئِكَةِ، فَيُلْقِيهَا فِي أُذُنِ الكَاهِنِ، وَيَكْذِبُ الكَاهِنُ مَعَ هَذِهِ الكَلِمَةِ مِئَةَ كِذْبَةٍ، فيُصَدّقُهُ النَّاسُ بِسَبَبِ تِلْكَ الكَلِمَةِ، الَّتِي سُمِعَتْ مِنَ السَّمَاءِ، وَاللهُ عَزَ وَجل هُوَ المُنْفَرِدُ بِعِلْمِ الغَيْبِ؛ فَمَنِ ادَّعَى مُشَارَكَتَهُ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ؛ بِكِهَانَةٍ أَوْ غَيْرِهَا، أَوْ صَدَّقَ مَنْ يَدَّعِي ذَلِكَ؛ فَقَدْ جَعَلَ للهِ شَرِيكًا فِيمَا هُوَ مِنْ خَصَائِصِهِ، وَالكِهَانَةُ لاَ تَخْلُو مِنَ الشّرْكِ؛ لأَِنَّهَا تَقَرُّبٌ إِلَى الشَّيَاطِينِ بِمَا يُحِبُّونَ؛


الشرح