×
عقيدة التوحيد

 فَهِيَ شِرْكٌ فِي الرُّبُوبِيَّةِ؛ مِنْ حَيْثُ ادّعَاءُ مُشَارَكَةِ اللهِ فِي عِلْمِهِ، وَشِرْكٌ فِي الأُلُوهِيَّةِ مِنْ حَيْثُ التَّقَرُّبُ إِلَى غَيْرِ اللهِ بِشَيْءٍ مِنَ العِبَادَةِ.

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ أَتَى كَاهِنًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ» ([1]).

وَمِمَّا يَجِبُ التَّنْبِيهُ عَلَيْهِ وَالتَّنَبُّهُ لَهُ: أَنَّ السَّحَرَةَ وَالكُهَّانَ وَالعَرَّافِينَ، يَعْبَثُونَ بِعَقَائِدِ النَّاسِ، بِحَيْثُ يَظْهَرُونَ بِمَظْهَرِ الأَطِبَّاءِ، فَيَأْمُرُونَ المَرْضَى بِالذَّبْحِ لِغَيْرِ اللهِ؛ بِأَنْ يَذْبَحُوا خَرُوفًا صِفَتُهُ كَذَا وَكَذا، أَوْ دَجَاجَةً، أَوْ يَكْتُبُونَ لَهُمُ الطَّلاَسِمَ الشّرْكِيَّةَ وَالتَّعاوِيذَ الشَّيْطَانِيَّةَ، بِصِفَةِ حُرُوزٍ يُعَلّقُونَهَا فِي رِقَابِهِمْ، أَوْ يَضَعُونَهَا فِي صَنَادِيقِهِمْ، أَوْ فِي بُيُوتِهِمْ.

وَالبَعْضُ الآخَرُ يَظْهَرُ بِمَظْهَرِ المُخْبِرِ عَنِ المُغَيَّبَاتِ، وَأَمَاكِنِ الأَشْيَاءِ المَفْقُودَةِ؛ بِحَيْثُ يَأْتِيهِ الجُهَّالُ، فَيَسْأَلُونَهُ عَنِ الأَشْيَاءِ الضَّائِعَةِ، فَيُخْبِرُهُمْ بِهَا، أَوْ يُحْضِرُهَا لَهُمْ، بِوَاسِطَةِ عُمَلاَئِهِ مِنَ الشَّيَاطِينِ، وَبَعْضُهُمْ يَظْهَرُ بِمَظْهَرِ الوَلِيّ؛ الَّذِي لَهُ خَوَارِقُ وَكَرَامَاتٌ؛ كَدُخُولِهِ النَّارَ مِنْ غَيْرِ أَنْ تُؤَثّرَ فِيهِ، وَضَرْبِ نَفْسِهِ بِالسّلاَحِ، أَوْ وَضْعِ نَفْسِهِ تَحْتَ عَجَلاَتِ السَّيَّارَةِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تُؤَثّرَ فِيهِ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الشَّعْوَذَاتِ الَّتِي هِيَ فِي حَقِيقَتِهَا سِحْرٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ، يَجْرِي عَلَى أَيْدِي هَؤُلاَءٍ لِلْفِتْنَةِ، أَوْ هِيَ أُمُورٌ تَخَيُّلِيَّةٌ؛ لاَ حَقِيقَةَ لهَا؛ بَلْ هِيَ حِيَلٌ خَفِيَّةٌ، يَتَعَاطَوْنَهَا أَمَامَ الأَنْظَارِ؛ كَعَمَلِ سَحَرَةِ فِرْعَوْنَ بِالحِبَالِ وَالعِصِيَّ.

قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ رحمه الله -فِي مُنَاظَرَتِهِ لِلسَّحَرَةِ البَطَائِحِيَّةِ الأَحْمَدِيَّةِ الرّفَاعِيَّةِ-: «قَالَ [يَعْنِي: شَيْخَ البَطَائِحِيَّةِ] وَرَفَعَ صَوْتَهُ-: نَحْنُ لَنَا


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (10170)، وأبو داود رقم (3904)، والترمذي رقم (135)، وابن ماجه رقم (639).