×
عقيدة التوحيد

الفَصْلُ الثَّانِي

فِي وُجُوبِ طَاعَتِه صلى الله عليه وسلم وَالاِقْتِدَاءِ بِهِ

****

تَجِبُ طَاعَةُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم؛ بِفِعْلِ مَا أَمَرَ بِهِ، وَتَرْكِ مَا نَهَى عَنْهُ، وَهَذَا مَنْ مُقْتَضَى شَهَادَةِ أَنَّهُ رَسُول اللهِ، وَقَدْ أَمَرَ الله تَعَالَى بِطَاعَتِهِ فِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ، تَارَةً مَقْرُونَةً مَعَ طَاعَةِ اللهِ؛ كَمَا فِي قَوْلِهِ: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ [النِّسَاء: 59]، وَأَمْثَالِهَا مِنَ الآيَاتِ، وَتَارَةً يَأْمُرُ بِهَا مُنْفَرِدَةً؛ كَمَا فِي قَوْلِهِ: ﴿مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ [النِّسَاء: 80]، ﴿وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ [النُّور: 56].

وَتَارَةً يَتَوَعَّدُ منْ عَصَى رَسُولهُ صلى الله عليه وسلم؛ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النُّور: 63]؛ أَيْ: تُصِيبَهُمْ فِتْنَة فِي قُلُوبِهِمْ، مِنْ كُفْرٍ، أَوْ نِفَاقٍ، أَوْ بِدْعَةٍ، أَوْ عَذَابٍ أَلِيمٍ فِي الدُّنْيَا؛ بِقَتْلٍ، أَوْ حَدٍّ، أَوْ حَبْسٍ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ العُقُوبَاتِ العَاجِلَةِ.

وَقَدْ جَعَلَ الله طَاعَتَهُ صلى الله عليه وسلم وَاتِّبَاعَهُ سَبَبًا لِنَيْلِ مَحَبَّةِ اللهِ لِلْعَبْدِ وَمَغْفِرَةِ ذُنُوبِهِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ [آل عِمرَان: 31]، وَجَعَلَ طَاعَتَهُ صلى الله عليه وسلم هِدَاىَةً، وَمَعْصِيَتَهُ ضَلاَلاً؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِن تُطِيعُوهُ تَهۡتَدُواْۚ [النُّور: 54]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ [القَصَص: 50].

وَأَخْبَرَ سبحانه وتعالى أَنَّ فِيهِ القُدْوَةَ الحَسَنَةَ لأُِمَّتِهِ، فَقَالَ تَعَالَى ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا [الأحزَاب: 21]:


الشرح