×
عقيدة التوحيد

قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ -رحِمه الله تَعَالَى-: «هَذِهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ أَصْل كَبِير فِي التَّأَسِّي بِرَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فِي أَقْوَاِلِه وَأَفْعَالِهِ وَأَحْوَالِهِ؛ وَلِهَذَا أَمَرَ تبارك وتعالى النَّاسَ بِالتَّأَسِّي بِالنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الأَحْزَابِ فِي صَبْرِهِ، وَمُصَابَرَتِهِ، وَمُرَابَطَتِهِ، وَمُجَاهَدَتِهِ، وَانْتِظَارِهِ الفَرَجَ مِنْ رَبِّهِ عز وجل، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ دَائِمًا، إِلَى يَوْمِ الدِّينِ».

وَقَدْ ذَكَرَ اللهُ طَاعَةَ الرَّسُول وَاتِّبَاعَهُ فِي نَحْوِ أَرْبَعِينَ مَوْضِعًا مِنَ القُرْآنِ، فَالنُّفُوسُ أَحْوَجُ إِلَى مَعْرِفَةِ مَا جَاءَ بِهِ وَاتِّبَاعِهِ مِنْهَا إِلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ؛ فَإِنَّ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ إِذَا فَاتَ الحُصُولُ عَلَيْهِمَا، حَصَلَ المَوْتُ فِي الدُّنْيَا، وَطَاعَةُ الرَّسُول وَاتِّبَاعُهُ إِذَا فَاتَا؛ حَصَلَ العَذَابُ وَالشَّقَاءُ الدَّائِمُ.

وَقَدْ أَمَرَ صلى الله عليه وسلم بِالاِقْتِدَاءِ بِهِ فِي أَدَاءِ العِبَادَاتِ، وَأَنْ تُؤَدَّى عَلَى الكَيْفِيَّةِ الَّتِي كَانَ يُؤَدِّيهَا بِهَا؛ فَقَالَ تَعَالَى: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ [الأحزَاب: 21]، وَقَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» ([1])، وَقَالَ: «خُذُوا عَني مَنَاسِكَكُمْ» ([2])، وَقَالَ: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا,فَهُوَ رَدّ» ([3]) وَقَالَ: «مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي، فَلَيْسَ مِنِّي» ([4])...إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ النُّصُوصِ؛ الَّتِي فِيهَا الأَمْرُ بِالاِقْتِدَاءِ بِهِ، وَالنَّهْيُ عَنْ مُخَالَفَتِهِ.

***


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري، رقم (631).

([2])  أخرجه: مسلم، رقم (1297).

([3])  أخرجه: البخاري، رقم (2550)، ومسلم، رقم (1718).

([4])  أخرجه: البخاري، رقم (1401).