×
عقيدة التوحيد

 الفَصْلُ الثَّانِي

فِي بَيَانِ مَعنى الشَّهَادَتَيْنِ وَمَا وَقع فِيهِمَا مِن الخَطَأِ

وَأَرْكَانهما وَشُرُوطِهِمَا وَمُقْتَضَاهمَا ونواقضهما

****

أَوَلاَ: مَعنى الشَّهَادَتَيْنِ:

* مَعنى شَهَادَةِ: «أَن لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ»: الاِعْتِقَادُ وَالإِقْرَارُ؛ أَنَّهُ لاَ يَسْتَحِقُّ العِبَادَة إِلاَّ اللهُ، وَالْتِزَامُ ذَلِكَ، وَالعَمَلُ بِهِ، فَـ «لاَ إِلَهَ»: نَفْي لاستحقاق مَنْ سِوَى اللهِ لِلعِبَادَةِ كَائِنًا مَنْ كَانَ، «إِلاَّ الله» إِثْبَات لاِِسْتِحْقَاقِ اللهِ وَحدَهُ لِلعِبَادَةِ، وَمَعنى هَذِهِ الكَلِمَةِ إِجْمَالاً: لاَ مَعْبُود بِحَقٍّ إِلاَّ اللهُ، وَخَبر «لاَ» يَجِبُ تَقْدِيرُهُ: «بِحَقٍّ»، وَلاَ يَجُوزُ تَقْدِيرُهُ بِـ «مَوْجُودٍ»؛ لأَِنَّ هَذَا خِلاَفُ الوَاقِعِ؛ فالمعبودات غَيْر اللهِ مَوْجُودَةٌ بِكَثْرَةٍ؛ فَيَلْزَمُ مِنْهُ أَنَّ عِبَادَةَ هَذِهِ الأَشْيَاءِ عِبَادَة لِلهِ، وَهَذَا مَنْ أَبْطَل البَاطِل، وَهُوَ مَذْهَبُ أَهْلِ وَحْدَةِ الوُجُودِ، الَّذِينَ هُمْ أَكْفرُ أَهْلِ الأَرْضِ، وَقَدْ فسرت هَذِهِ الكَلِمَةُ بِتَفْسِيرَاتٍ بَاطِلَةٍ؛ مِنْهَا:

أ- أَنَّ مَعْنَاها: لاَ مَعْبُودَ إِلاَّ اللهُ، وَهَذَا بَاطِلٌ؛ لأَِنَّ مَعْنَاه: أَنَّ كُلَّ مَعْبُودٍ بِحَقٍّ أَوْ بَاطِلٍ هُوَ اللهُ، كَمَا سَبَقَ بَيَانُهُ قَرِيبًا.

بِ- أنَّ مَعْنَاهَا: لاَ خَالِقَ إِلاَّ اللهُ، وَهَذَا جُزْءٌ مِنْ مَعنى هَذه الكَلِمَة؛ وَلَكِنْ لَيْسَ هُوَ المَقْصُود؛ لأَِنَّهُ لاَ يُثبِتُ إِلاَّ تَوْحِيد الرُّبُوبِيَّةِ، وَهُوَ لاَ يَكْفِي، وَهُوَ تَوْحِيدُ المشركين.

ج- أ نَّ مَعْنَاهَا: لاَ حَاكِمِيَّةَ إِلاَّ لِلهِ، وَهَذَا أَيْضًا جُزْءٌ مِنْ مَعْنَاهَا، وَلَيْسَ هُوَ المَقْصُودَ؛ لأَِنَّهُ لاَ يَكْفِي؛ لأَِنَّهُ لَوْ أَفْرَدَ الله بالحاكمية فَقَطْ،


الشرح