وَدَعَا غَيْر اللهِ، أَوْ صَرَفَ لَهُ شَيْئًا
مِن العِبَادَةِ، لَمْ يَكُنْ مُوَحّدًا.
وَكُلُّ هَذِهِ تَفَاسِيرُ بَاطِلَةٌ أَوْ نَاقِصَةٌ؛
وَإِنَّمَا نَبَّهْنَا عَلَيْهَا لأَِنَّهَا تُوجَدُ فِي بَعْضِ الكُتُبِ
المُتَدَاولَةِ.
وَالتَّفْسِيرُ الصَّحِيحُ لِهَذِهِ الكَلِمَةِ عِنْدَ
السَّلَفِ وَالمُحَقِّقِينَ أَنْ يُقَالَ: «لاَ مَعْبُودَ بِحَقٍّ إِلاَّ اللهُ»؛
كَمَا سَبَق.
* ومعنى شَهَادَةِ: «أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُول اللهِ»: هُوَ
الاِعْتِرَافُ بَاطِنًا وَظَاهِرًا أَنَّهُ عَبْد الله وَرَسُولُهُ إِلَى النَّاسِ
كَافَّة، وَالعَمَلُ بِمُقْتَضى ذَلِكَ؛ مِنْ طَاعَتِهِ فِيمَا أَمر،
وَتَصْدِيقِهِ فِيمَا أَخْبَرَ، وَاِجْتِنَاب مَا نَهَى عَنْه وَزجرَ، وَأَلاَّ
يُعبد اللهُ إِلاَّ بِمَا شَرَعَ.
ثَانِيًا: أَرْكَانُ الشَّهَادَتَيْنِ:
*
«لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ»: لَهَا رُكْنَانِ هُمَا:
النَّفْيُ، وَالإِثْبَاتُ.
فَالرُّكْنُ الأَوَّلُ:
النَّفْيُ: «لاَ إِلَهَ»: يُبْطِلُ
الشّرك بِجَمِيعِ أَنْوَاعِهِ، وَيُوجِبُ الكُفْر بِكُلّ مَا يُعبَدُ مِنْ دُونِ
اللهِ.
وَالرُّكْنُ الثَّانِي:
الإِثْبَاتُ: «إِلاَّ اللهُ» يُثبِتُ
أَنَّهُ لاَ يَسْتَحِقُّ العِبَادَة إِلاَّ اللهُ، وَيُوجِبُ العَمَل بِذَلِكَ؛
وَقَدْ جَاءَ مَعنى هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ فِي كَثِيرٍ مِن الآيَاتِ؛ مثل قَوْلِهِ
تَعَالَى: ﴿فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ
فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ﴾
[البَقَرَة: 256].
فَقَوْلُهُ: ﴿فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ﴾
هُوَ مَعنى الرُّكْنِ الأَوَّل: «لا إله»
وَقَوْلُهُ: ﴿وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ﴾
[البَقَرَة: 256] هُوَ مَعنى الرُّكْنِ الثَّانِي: «إلا الله».
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام: ﴿إِنَّنِي بَرَآءٞ مِّمَّا تَعۡبُدُونَ ٢٦إِلَّا ٱلَّذِي فَطَرَنِي﴾ [الزّخرُف: 26-27].