×
عقيدة التوحيد

الفَصْلُ الرَّابِعُ

فِي بَيَانِ نَمَاذِجَ مِنَ البِدَعِ المُعَاصِرَةِ

****

البِدَعُ المعَاصِرَةُ كَثِيرَة؛ بِحُكْمِ تَأَخُّرِ الزَّمَنِ، وَقِلَّةِ العِلْمِ، وَكَثْرَةِ الدُّعَاةِ إِلَى البِدَعِ وَالمُخَالَفَاتِ، وَسَرَيَانِ التَّشَبُّهِ بِالكُفَّارِ فِي عَادَاتِهِمْ وَطُقُوسِهِمْ؛ مصْدَاقًا لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «لَتَتَّبِعن سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ» ([1])؛ وَمِنْ هَذِهِ البِدَعِ:

* الاِحْتِفَالُ بِالمَوْلِدِ النَّبَوِيِّ.

* التَّبَرُّكُ بِالأَمَاكِنِ وَالآثَارِ وَالأَمْوَاتِ... وَنَحْو ذَلِكَ.

* البِدَعُ فِي مَجَالِ العِبَادَاتِ وَالتَّقَرُّبِ إِلَى اللهِ.

·       الاِحْتِفَالُ بِمُنَاسَبَةِ المَوْلِدِ النَّبَوِيِّ:

وَهُوَ تَشَبُّه بِالنَّصَارَى فِي عَمَلِ مَا يُسَمَّى بِالاِحْتِفَالِ بِمَوْلِدِ المَسِيحِ، فَيَحْتَفِلُ جَهَلَةُ المُسْلِمِينَ أَوْ العُلَمَاءُ المُضِلُّونَ فِي رَبِيعٍ الأَوَّل أَوْ فِي غَيْرِهِ مِنْ كُلِّ سَنَةٍ بِمُنَاسَبَةِ مَوْلِدِ الرَّسُول مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَمِنْهُمْ مَنْ يُقِيمُ هَذَا الاِحْتِفَالَ فِي المَسَاجِدِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُقِيمُهُ فِي البُيُوتِ، أَو الأَمْكِنَةِ المُعَدَّةِ لِذَلِكَ، وَيَحْضُرُ جُمُوع كَثِيرَة مِنْ دَهْمَاءِ النَّاسِ وَعَوَامِّهِمْ، يَعْملُونَ ذَلِكَ تَشَبُّهًا بِالنَّصَارَى فِي ابْتِدَاعِهِمُ الاِحْتِفَالَ بِمَوْلِدِ المَسِيحِ عليه السلام، وَالغَالِبُ أَنَّ هَذَا الاِحْتِفَالَ -علاَوَةً عَلَى كَوْنِهِ بِدْعَةً، وَتَشَبُّهًا بِالنَّصَارَى- لاَ يَخْلُو مِنْ وُجُودِ الشِّرْكِيَّاتِ وَالمُنْكَرَاتِ؛ كَإِنْشَادِ القَصَائِدِ الَّتِي فِيهَا الغُلُوُّ فِي حَقِّ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، إِلَى دَرَجَةِ دُعَائِهِ مِنْ دُونِ اللهِ، وَالاِسْتِغَاثَة بِهِ،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري، رقم (3269)، ومسلم، رقم (2669).