الفَصْلُ الثَّانِي
مَنْهَجُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ فِي
أَسْمَاءِ اللهِ وَصِفَاتِهِ
****
مَنْهَجُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ؛ مِنَ السَّلَفِ
الصَّالِح وَأَتْبَاعِهِمْ: إِثْبَاتُ أَسْمَاءِ اللهِ
وَصِفَاتِهِ؛ كَمَا وَرَدَتْ فِي الكِتَابِ والسُّنَّةِ، وَيَنْبَنِي
مَنْهَجُهُمْ عَلَى القَوَاعِدِ التَّالِيَةِ:
* أَنَّهُمْ يُثْبِتُونَ أَسْمَاء
اللهِ وَصِفَاتِهِ؛ كَمَا وَرَدَتْ فِي الكِتَابِ والسُّنَّةِ، عَلَى ظَاهِرِهَا،
وَمَا تَدُلُّ عَلَيْهِ أَلْفَاظُهَا مِنَ المَعَانِي، وَلاَ يُؤَوِّلُونَهَا عَنْ
ظَاهِرِهَا، وَلاَ يُحَرِّفُونَ أَلْفَاظَهَا وَدَلاَلَتَهَا عَنْ مَوَاضِعِهَا.
* يَنْفُونَ عَنْهَا مُشَابَهَةَ
صِفَاتِ المَخْلُوقِينَ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ﴾ [الشّورى: 11].
* لاَ يَتَجَاوَزُونَ مَا وَرَدَ فِي
الكِتَابِ والسُّنَّةِ، فِي إِثْبَاتِ أَسْمَاءِ اللهِ وَصِفَاتِهِ؛ فَمَا
أَثْبَتَهُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ ذَلِكَ، أَثْبَتُوهُ، وَمَا نَفَاهُ اللهُ
وَرَسُولُهُ، نَفَوْهُ، وَمَا سَكَتَ عَنْهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، سَكَتُوا عَنْهُ.
* يَعْتَقِدُونَ أَنَّ نُصُوصَ
الأَسْمَاء وَالصِّفَاتِ مِنَ المُحْكَمِ؛ الَّذِي يُفْهَمُ مَعْنَاهُ
وَيُفَسَّرُ، وَلَيْسَتْ مِنَ المُتَشَابِهِ؛ فَلاَ يُفَوِّضُونَ مَعَنَاهَا،
كَمَا يَنْسبُ ذَلِكَ إِلَيْهِمْ مَنْ كَذَبَ عَلَيْهِمْ، أَوْ لَمْ يَعْرِفْ
مَنْهَجَهُمْ مِنْ بَعْضِ المُؤَلِّفِينَ وَالكُتَّابِ المُعَاصِرِينَ.
* يُفَوِّضُونَ كَيْفِيَّةَ
الصِّفَاتِ إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَلاَ يَبْحَثُونَ عَنْهَا.
***