×
عقيدة التوحيد

الفَصْلُ الثَّالِثُ

مَوْقِفُ الأُمَّةِ الإِسْلاَمِيَّةِ مِنَ المُبْتَدِعَةِ،

وَمَنْهَجُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ فِي الرَّدّ عَلَيْهِمْ

****

·       مَوْقِفُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ مِنَ المُبْتَدِعَةِ:

مَا زَالَ أَهْل السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ يَرُدُّونَ عَلَى المُبْتَدِعَةِ، وَيُنْكِرُونَ عَلَيْهِمْ بِدَعَهُمْ، وَيَمْنَعُونَهُمْ مِنْ مُزَاوَلَتِهَا، وَإِلَيكَ نَمَاذِجَ مِنْ ذَلِكَ:

* عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ قَالَتْ: «دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو الدَّرْدَاءِ مُغْضَبًا، فَقُلْتُ لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: وَاللهِ مَا أَعْرِفُ فِيهِمْ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ مُحَمَّدٍ، إِلاَّ أَنَّهُمْ يُصَلُّونَ جَمِيعًا» ([1]).

* عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى قَالَ: «سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَبْلَ صَلاَةِ الغَدَاةِ، فَإِذَا خَرَجَ مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى المَسْجِدِ، فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ، فَقَالَ: أَخَرَجَ عَلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدُ؟ قُلْنَا: لاَ، فَجَلَسَ مَعَنا حَتَّى خَرَجَ، فَلَمَّا خَرَجَ قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعًا، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمنِ، إِنِّي رَأَيْتُ فِي المَسْجِدِ آنِفًا أَمْرًا أَنْكَرتُهُ، وَلَمْ أَرَ -وَالحَمْدُ للهِ- إِلاَّ خَيْرًا، قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ، قَالَ: رَأَيْتُ فِي المَسْجِدِ قَوَما حِلَقًا جُلُوسًا يَنْتَظِرُون الصَّلاَةَ، فِي كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُل، وَفِي أَيْدِيهِمْ حَصًى فَيَقُولُ: كَبِّرُوا مِئَةً، فَيُكَبِّرُونَ مِئَةً، فَيَقُولُ: هَلِّلُوا مِئَةً، فَيُهَلِّلُونَ مِئَةً، فَيَقُولُ: سَبِّحُوا مِئَةً، فَيسَبِّحُونَ مِئَةً، قَالَ: فَمَاذَا قُلْت لَهُمْ؟ فَقَالَ: مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئًا؛


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري، رقم (622).