الفَصْلُ الأَوَّلُ
فِي بَيَانِ العَقِيدَةِ وَبَيَانِ
أَهَمِّيَّتِهَا
بِاعْتِبَارِهَا أَسَاسًا يَقُومُ عَلَيْهِ
بِنَاءُ الدِّينِ
****
·
العَقِيدَةُ
لُغَةً:
مَأْخُوذَةٌ مِنَ العَقْدِ؛ وَهُوَ: رَبْطُ الشَيْءٍ،
وَاعْتَقَدْتُ كَذَا: عَقَدْتُ عَلَيْهِ القَلْبَ وَالضَّمِيرَ، وَالعَقِيدَةُ:
مَا يَدِينُ بِهِ الإِنْسَانُ، يُقَالُ: لَهُ عَقِيدَةٌ حَسَنَةٌ، أَيْ: سَالِمَةٌ
مِنَ الشَّكِّ، وَالعَقِيدَةُ عَمَلٌ قَلْبِيٌّ، وَهِيَ إِيمَانُ القَلْبِ
بِالشَيْءٍ وَتَصْدِيقُهُ بِهِ.
·
وَالعَقِيدَةُ
شَرْعًا:
هِيَ: الإِيمَانُ بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ،
وَرُسُلِهِ، وَاليَوْمِ الآخِرِ، وَالإِيمَانُ بِالقَدَرِ، خَيْرِهِ وَشَرِّهِ،
وَتُسَمَّى هَذِهِ «أَرْكَانَ الإِيمَانِ».
وَالشَّرِيعَةُ تَنْقَسِمُ قِسْمَيْنِ:
اعْتِقَادِيَّاتٍ وَعَمَلِيَّاتٍ:
فَالاِعْتِقَادِيَّاتُ: هِيَ
الَّتِي لاَ تَتَعَلَّقُ بِكَيْفِيَّةِ العَمَلِ، مِثْلُ اعْتِقَادِ رُبُوبِيَّةِ
اللهِ، وَوُجُوبِ عِبَادَتِهِ، وَاعْتِقَادِ بَقِيَّةِ أَرْكَانِ الإِيمَانِ
المَذْكُورَةِ، وتُسَمَّى «أَصْلِيَّةً».
وَالعَمَلِيَّاتُ: هِيَ مَا
يَتَعَلَّقُ بِكَيْفِيَّةِ العَمَلِ؛ مِثْلُ الصَّلاَةِ، وَالزَّكَاةِ، وَالصَّوْمِ،
وَسَائِرِ الأَحْكَامِ العَمَلِيَّةِ؛ وَتُسَمَّى «فَرْعِيَّةً»؛ لأَِنَّهَا
تُبْنَى عَلَى تِلْكَ؛ صِحَّةً وَفَسَادًا.
فَالعَقِيدَةُ الصَّحِيحَةُ هِيَ الأَسَاسُ الَّذِي يَقُومُ عَلَيْهِ الدِّينُ، وَتَصِحُّ مَعَهُ الأَعْمَالُ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا﴾ [الكهف: 110].