دُونِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ مَرۡيَمَ وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا
لِيَعۡبُدُوٓاْ إِلَٰهٗا وَٰحِدٗاۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ سُبۡحَٰنَهُۥ عَمَّا
يُشۡرِكُونَ﴾
[التّوبَة: 31].
وَلَمَّا سَمِعَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِم رضي الله عنه
هَذِهِ الآيَةَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا لَسْنَا نَعْبُدُهُمْ؟! فَقَالَ
لَهُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «ألَيْسُوا
يُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَتُحِلُّونَهُ، وَيُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللهُ
فَتُحَرِّمُونَهُ؟!» قَالَ: بَلَى، قَالَ: «فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ» ([1]).
قَالَ الشَّيْخُ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ حَسَنٍ رحمه الله:
«وَفِي الحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ طَاعَةَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ فِي
مَعْصِيَةِ اللهِ؛ عِبَادَةٌ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ، وَمِنَ الشِّرْكِ
الأَكْبَرِ الَّذِي لاَ يَغْفِرُهُ اللهُ؛ بِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي آخِرِ الآيَةَ: ﴿وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُوٓاْ إِلَٰهٗا
وَٰحِدٗاۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ سُبۡحَٰنَهُۥ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾.
وَنَظِيرُ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَلَا تَأۡكُلُواْ مِمَّا لَمۡ يُذۡكَرِ ٱسۡمُ ٱللَّهِ
عَلَيۡهِ وَإِنَّهُۥ لَفِسۡقٞۗ وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰٓ
أَوۡلِيَآئِهِمۡ لِيُجَٰدِلُوكُمۡۖ وَإِنۡ أَطَعۡتُمُوهُمۡ إِنَّكُمۡ
لَمُشۡرِكُونَ﴾ [الأنعَام: 121].
وَهَذَا وَقَعَ فِيهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ مَعَ مَنْ
قَلَّدُوهُمْ؛ لِعَدَمِ اعْتِبَارِهِمُ الدَلِيل إِذَا خَالَفَ المُقَلَّدَ؛
وَهُوَ مِنْ هَذَا الشِّرْكِ». انْتَهَى.
فَالْتِزَامُ شَرْعِ اللهِ، وَتَرْكُ شَرْعِ مَا
سِوَاهُ، هُوَ مِنْ مُقْتَضَى «لاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللهُ»، وَاللهُ المُسْتَعَانُ.
***
([1]) أخرجه: الترمذي، رقم (3095)، والطبراني، رقم (218)، والبيهقي، رقم (2137).
الصفحة 2 / 188