الحَاجَةِ، وَفِي حَالَةِ الصِّدْقِ وَالبِرِّ،
لأَِنَّ كَثْرَةَ الحَلِفِ أَوِ الكَذِبَ فِيهَا يَدُلاَّنِ عَلَى الاِسْتِخْفَافِ
بِاللهِ، وَعَدَمِ التَّعْظِيمِ لَهُ، وَهَذَا يُنَافِي كَمَالَ التَّوْحِيدِ،
وَفِي الحَدِيثِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ، وَلاَ
يُزَكِّيهِمْ، ولَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ»، وَجَاءَ فِيهِ: «وَرَجُلٌ جَعَلَ اللهَ بِضَاعَتَهُ؛ لاَ يَشْتَرِي إِلاَّ بِيَمِينِهِ،
وَلاَ يَبِيعُ إِلاَّ بِيَمِينِهِ» ([1])،
فَقَدْ شَدَّدَ الوَعِيدَ عَلَى كَثْرَةِ الحَلِفِ؛ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى
تَأْكِيدِ تَحْرِيمِهِ، احْتِرَامًا لاِسْمِ اللهِ تَعَالَى، وَتَعْظِيمًا لَهُ
سُبْحَانَهُ.
وَكَذَلِكَ يَحْرُمُ الحَلِفُ بِاللهِ كَاذِبًا، وَهِيَ:
اليَمِينُ الغَمُوسُ، وَقَدْ وَصَفَ اللهُ المُنَافِقِينَ بِأَنَّهُمْ يَحْلفُونَ
عَلَى الكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ.
·
فَتَلَخَّصَ
مِنْ ذَلِكَ:
* تَحْرِيمُ الحَلِفِ بِغَيْرِ
اللهِ تَعَالَى، كَالحَلِفِ بِالأَمَانَةِ أَوِ الكَعْبَةِ أَوِ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم، وَأَنَّ ذَلِكَ شِرْكٌ.
* تَحْرِيمُ الحَلِفِ بِاللهِ
كَاذِبًا مُتَعَمِّدًا، وَهِيَ الغَمُوسُ.
* تَحْرِيمُ كَثْرَةِ الحَلِفِ
بِاللهِ، وَلَوْ كَانَ صَادِقًا، إِذَا لَمْ تَدْعُ إِليْهِ حَاجَةٌ، لأَِنَّ
هَذَا اسْتِخْفَافٌ بِاللهِ سُبْحَانَهُ.
* جَوَازُ الحَلِفِ بِاللهِ إِذَا
كَانَ صَادِقًا، وَعِنْدَ الحَاجَةِ.
·
التَّوَسُّلُ
بِالمَخْلُوقِ إِلَى اللهِ تَعَالَى:
التَّوَسُّلُ: هُوَ التَّقَرُّبُ إِلَى الشَّيْءِ وَالتَّوَصُّلُ إِلَيْهِ، وَالوَسِيلَةُ: القُرْبَةُ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾ [المَائدة: 35]؛ أَيِ: القُرْبَةَ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ بِطَاعَتِهِ، وَاتِّبَاعِ مَرْضَاتِهِ.
([1]) أخرجه: الطبراني في «الكبير» رقم (6111)، والبيهقي في «شعب الإيمان» رقم (4852).