ولاَ تَصْحَبِ الحَمْقَى،
فذُو الجَهْلِ إِنْ *** يَرْمِ صَلاَحًا لأِمرٍ يَا أَخَا الحَزْم: يَفسُدِ
وخَيرُ صِحَابٍ عِنْدَ
رَبِّك خَيرُهم *** لصَاحِبِه والجَار مِثل الَّذي ابْتَدي
- وخَيرُ مَقامٍ قُمْتَ
فِيهِ وحِلْيةٍ *** تَحَلَّيْتَها: ذِكْرُ الإِلَهِ بمَسْجِدِ
وكُفَّ عَن العَوْرَا
لِسَانَك، ولْيَكُنْ *** دوامًا: بِذكْرِ اللهِ يَا صَاحِبي نَدِي
وحَصِّنْ عَن الفَحْشَا
الجَوَارِحَ كُلَّها *** تَكُنْ لكَ فِي يَوْمِ الجَزَا: خَيرَ شُهَّدِ
ووَاظِبْ عَلَى دَرْسِ
القُرانِ فَإِنَّه *** يُليِّنُ قَلْبًا قَاسِيًا مِثْل جلمدِ
وحَافِظْ عَلى فِعْلِ
الفُرُوضِ بوَقْتِها *** وخُذْ بنَصِيبٍ فِي الدُّجَا مِن تَهَجُّدِ
ونَادِ إذَا مَا قُمْتَ فِي
اللَّيلِ: سَامِعًا *** قَرِيبًا مُجِيبًا بِالفَوَاضِلِ يَبْتَدِي
ومُدَّ إِلَيْه كفَّ فَقرِك:
ضَارِعًا *** بقَلبٍ مُنِيبٍ، وادْعُ تُعْطَ وتَرشُدِ
ولاَ تَسْأَمَنَّ العِلْمَ
واسْهَرْ لنَيْلِه *** بِلاَ ضُجْرٍ: تُحمَدْ سَرى السَّيرِ في غَدِ
وكُنْ صَابِرًا: للفَقرِ
وادرع الرِّضَا *** بمَا قدَّرَ الرَّحْمن، واشْكُرْه واحْمَدِ
فمَا العِزُّ إلاَّ فِي
القَناعةِ والرِّضَا *** بِأَدْنى كفافٍ حَاصِلٍ والتَّزَهُّدِ
- فمَنْ لَمْ يَقْنَعْه
الكَفَاف: فمَا إِلَى *** رِضَاه سَبِيلٌ، فَاقْتَنِعْ وتَقَصَّدِ
فمَنْ يتغن يُغنِهِ اللهُ،
والغِنَى *** غِنَى النَّفسِ لاَ عَن كَثرَةِ المُتعدِّدِ
ولاَ تَطلبُنَّ العِلمَ:
للمَالِ والرِّيَا *** فَإِنَّ مِلاكَ الأمْرِ فِي حُسنِ مَقْصدِ
وكُنْ عَامِلاً بالعِلمِ
فِيمَا اسْتَطَعْتَه: *** ليُهدَى بِكَ المَرْءُ الَّذِي بِكَ يَقتَدِي
وكُنْ حَرِيصًا عَلى نَفْعِ
الوَرَى وهُدَاهُم *** تَنَلْ: كُلَّ خَيرٍ فِي نَعِيمٍ مُؤبدِ
وإيَّاكَ والإعْجَابَ
والكِبْرَ: تَحْظَ بالشَّـ *** ـقَاوةِ في الدَّارَيْن، فَارْشُد وأَرْشِدِ
وهَا قَدْ بَذلْتُ النُّصْحَ
جَهْدي، وإِنَّني *** مُقِرٌّ بتَقْصِيرِي، وبِاللهِ أَهْتَدِي
وقَدْ كَمُلَت والحَمدُ للهِ
وَحْدَه *** عَلى كُلِّ حَالٍ دَائِمًا لَمْ يصردِ
عَرُوسًا سَمَتْ شَمْسُ
الضُّحَى حَنْبَليَّةً *** تَآزر بِالنُّورِ المُبِينِ وتَرْتَدِي
إذَا انْتَسَبتْ في العِلمِ
كَانَ انْتِسابُها *** لمُجْتَهدٍ فِي نُصْرَةِ الدِّينِ مُقتَدِ
إِمَامِ الهُدَى زَينِ
التُّقَاةِ ابنِ حَنْبلٍ *** عَلى حُبِّه فِي اللهِ أودع ملحدِ