فَخُذْهَا
هَدَاكَ اللهُ لاَ تُهْمِلَنَّهَا *** فَفِيهَا مِنَ الخَيْرَاتِ كُلُّ مُنَضَّدِ
أَقُولُ
ابْتِدَاءً فِي القَرِيضِ وَنَظْمِهِ *** فَكُنْ سَامِعًا نَظْمِي
بِغَيْرِ تَفَنُّدِ
*****
ويُعلِّمُهم ويدعوهُم إلى اللهِ عز وجل وينْشُر
الخَيرَ فيهم، هذا هو العالِمُ الرَّبَّانِيُّ وهو العالِمُ العَاملُ.
«سَأَبْذُلُهَا
جَهْدِي فَأَهْدِي وَأَهْتَدِي»؛ أهْدِي غَيري وأهْتَدِي أنا، لا يليقُ بالإنسانِ
أن يدعُو النَّاس ويُضَيع نَفسَه لا بُدَّ أن يَبدَأ بِنفسِه أولاً: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفۡعَلُونَ ٢ كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ
أَن تَقُولُواْ مَا لَا تَفۡعَلُونَ﴾ [الصف: 2، 3]، ﴿أَتَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ
بِٱلۡبِرِّ وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ وَأَنتُمۡ تَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۚ أَفَلَا
تَعۡقِلُونَ﴾ [البقرة: 44].
يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ المُعَلِّمُ غَيْرَهَ *** هَلاَّ لِنَفْسِكَ كَانَ
ذَا التَّعْلِيمُ
ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا *** فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ
فَأَنْتَ حَكِيمُ
خذ هذه المَنظومَةَ
فاحْفظْها وافْهمْها، لا تُهْملنَّها، وتَعتَبِرها مثل غَيرها من المَكتوباتِ أو
من المَنظوماتِ؛ لأنَّها تَتضمَّنُ خُلاصَةَ الآدابِ الشَّرعيَّةِ التي جاءت في
كِتابِ اللهِ وسُنَّة رسُولِه صلى الله عليه وسلم.
«فَفِيها مِنَ
الخَيراتِ»؛ من كِتابِ اللهِ وسُنَّةِ رَسولِه صلى الله عليه وسلم وكلامِ أهْلِ
العِلمِ، «كُلُّ مُنَضَّدِ»؛ يعني كُلُّ مَنظومٍ ومجْمُوعٍ ومُنسَّقٍ على خَيرِ نِظامٍ.
«القَرِيضُ» هُو الشِّعرُ.
«فَكُنْ سَامِعًا نَظْمِي بِغَيْرِ تَفَنُّدِ»؛ كن سامعًا لهذا النَّظمِ بأن تَحفَظَه وتَفهَمَ مَعانيَهُ وتَعمَلَ بهِ
من غَيرِ تَفَنُّدِ، من غير أن يَصيرَ هَمُّكَ الانْتِقَادُ والاشْتغالُ بِنقْدِ
الكَلامِ أو نقدِ صَاحبهِ، فإن هذا يَصرفُك عن الفَائِدَة؛ لأن بعضَ النَّاس لَيس
لَه همٌّ إلاَّ انتقادُ العُلماءِ أو أهلِ الخَيرِ، وهو لا يَفعلُ