والكلامُ الطَّيبُ
هو الذي يَصعَدُ إلى اللهِ: ﴿إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلۡعَمَلُ ٱلصَّٰلِحُ
يَرۡفَعُهُۥۚ﴾ [فاطر: 10]، إذا صَحِبه عَملٌ صَالحٌ، مثل قوله تعالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ ضَرَبَ
ٱللَّهُ مَثَلٗا كَلِمَةٗ طَيِّبَةٗ كَشَجَرَةٖ طَيِّبَةٍ أَصۡلُهَا ثَابِتٞ وَفَرۡعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ ٢٤ تُؤۡتِيٓ أُكُلَهَا كُلَّ حِينِۢ بِإِذۡنِ رَبِّهَاۗ وَيَضۡرِبُ ٱللَّهُ
ٱلۡأَمۡثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ﴾ [إبراهيم: 24- 25]،
هذه كَلِمَةُ لا إله إلاَّ الله، شَبَّهَها بالشجرَةِ الطَّيِّبَةِ وهي
النَّخلَةُ، ﴿أَصۡلُهَا
ثَابِتٞ﴾؛ أصلُها: يعني جِذعُها ثَابتٌ في الأرض، ﴿وَفَرۡعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ﴾؛ يعني في العُلوِّ:
﴿تُؤۡتِيٓ أُكُلَهَا كُلَّ
حِينِۢ﴾؛ النخلة كلَّ سَنةٍ تَأتي بِثمرٍ، كَذلِكَ الكَلمَةُ
الطَّيِّبةُ لا إله إلاَّ الله تُثمِرُ لصاحبِها أجرًا عَظيمًا: ﴿وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٖ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ٱجۡتُثَّتۡ مِن فَوۡقِ ٱلۡأَرۡضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٖ﴾ [إبراهيم: 26]، فالكلامُ خَطرُه عَظيمٌ ونفعُه عظيمٌ،
إن كان الكلامُ طيبًا فَنفعُه عظيمٌ، وإن كان كلامًا سيئًا فَخطرُه عظيمٌ،
واللِّسانُ له آفاتٌ كثيرةٌ أعظمها وأخطرُها الشِّركُ باللهِ عز وجل بأن يتكلم
الإنسان بالشِّركِ، كأن يدعو غير الله، أو يَنذِر لغيرِ الله، أو يَستغِيث بغير
الله.
وكذلِكَ من أخْطرِ
الكَلامِ القَولُ على الله بلا عِلمٍ، أن يقول: إنَّ اللهَ أحلَّ كذا أو حَرَّمَ
بدون دليل: ﴿قُلۡ
إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ
وَٱلۡإِثۡمَ وَٱلۡبَغۡيَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَأَن تُشۡرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ
يُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَٰنٗا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [الأعراف: 33].
فالتَّحليلُ
والتَّحريمُ حقُّ اللهِ، ولا يَجوز لأحَدٍ أن يَقولَ: هذا حلالٌ وهذا حرامٌ إلاَّ
بدليلٍ من كتابِ اللهِ أو من سُنَّةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم،