﴿وَلَا تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلۡسِنَتُكُمُ ٱلۡكَذِبَ هَٰذَا حَلَٰلٞ
وَهَٰذَا حَرَامٞ لِّتَفۡتَرُواْ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ
يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ لَا يُفۡلِحُونَ ١١٦ مَتَٰعٞ قَلِيلٞ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ﴾ [النحل: 116- 117].
ومن مخاطِرِ
الكَلامِ أيضًا الغِيبَةُ، وهي الكَلامُ في أعْراضِ النَّاس، قال تعالى: ﴿وَلَا يَغۡتَب بَّعۡضُكُم
بَعۡضًاۚ﴾ [الحجرات: 12]، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الغِيبَةُ
ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ» ([1]).
ومن أخْطرِ آفاتِ
اللِّسانِ النَّميمَةُ، وهي الوِشايَةُ بين الناسِ بأن يَسعى بين النَّاس
بالوشَايَة، بأن يَنقِلَ كلامَ بَعضِهم في بَعضٍ؛ من أجل أن يُفسِدَ المَودَّةَ
بَينهم، هذا هو النَّمَّامُ، وهذا أشد خَطرًا من السَّاحِر، وقالوا: النَّمامُ
يُفسد في ساعَةٍ ما يفسِدُه الساحرُ في سَنَةٍ؛ لأن النَّمَّامَ يُفسدُ بين
النَّاسِ، يُورث البغضاءَ بين النَّاس والحِقدَ، ورُبَّما يحملُهم على التَّهاجُر
والتَّقاطُع، وربما يحملُهم على الاقْتتالِ، ويحرض بعضَهم على بَعضٍ حتَّى يَحملوا
السِّلاح فيما بَينَهم.
النميمةُ خَطرُها عَظيمٌ، ولهذا جاء في الحَديثِ الصَّحيحِ: «لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ» ([2])، وقال تعالى: ﴿وَلَا تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافٖ مَّهِينٍ ١٠ هَمَّازٖ مَّشَّآءِۢ بِنَمِيمٖ﴾ [القلم: 10- 11] ؛ مَشَّاء بنَمِيم: يعني بالنَّميمَةِ، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم، أنَّ النَّمَّامَ يُعذَّب في قبرِه بالنَّميمَةِ ([3]).
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2589).