×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

الفَرجِ، فإذا أردْتَ أن تحفَظَ فرجَكَ من الفاحشَةِ، فغُض بَصرَك، وإذا تركْتَ لِبصَرِك الحُرِّيَّة في النَّظرِ فيما حَرَّم اللهُ فإنه سيجُرُّك إلى الفاحِشَة.

كما قال الشاعر:

كُلُّ الحَوَادِثِ مَبْدَاهَا مِنَ النَّظَرِ *** وَمُعْظَمُ النَّارِ مِنْ مُسْتَصْغَرِ الشَّرَرِ

كَمْ نَظْرَةٍ فَعَلَتْ فِي قَلْبِ صَاحِبِهَا *** فِعْلَ السِّهَامِ بلاَ قَوْسٍ وَلاَ وَتَرِ

يَسُرُّ نَاظِرَهُ مَا سَاءَ خَاطِرَهُ *** لاَ مَرْحَبًا بِسُرُورٍ عَادَ بِالضَّرَرِ

يَعني وُقوع الفَواحِش سَببُها النَّظرُ، ولو أن الإنسانَ غَضَّ بَصرَه لسَلِمَ من الوقوعِ في الفاحِشَةِ، ولذلك بدأ اللهُ به قال: ﴿قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡۚ ذَٰلِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ ٣٠ وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنۡهَاۖ وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوۡ ءَابَآئِهِنَّ أَوۡ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآئِهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ إِخۡوَٰنِهِنَّ أَوۡ بَنِيٓ إِخۡوَٰنِهِنَّ أَوۡ بَنِيٓ أَخَوَٰتِهِنَّ أَوۡ نِسَآئِهِنَّ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُنَّ أَوِ ٱلتَّٰبِعِينَ غَيۡرِ أُوْلِي ٱلۡإِرۡبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفۡلِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يَظۡهَرُواْ عَلَىٰ عَوۡرَٰتِ ٱلنِّسَآءِۖ وَلَا يَضۡرِبۡنَ بِأَرۡجُلِهِنَّ لِيُعۡلَمَ مَا يُخۡفِينَ مِن زِينَتِهِنَّۚ وَتُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ [النور: 30- 31]، فغَضُّ البصَرِ معناهُ أن الإنسانَ يكفُّ بصرَهُ عما حرَّم اللهُ.

اللهُ لم يأمر بِغمضِ العَينين؛ لأنك بحاجَةٍ إلى أن تَفتَح عينك في الطَّريقِ، والنظر فيما تحتاجُ إليه، لم يأمرك بِتغميضِ العَينينِ، ولا بِعَصْب العَينين، وإنما أمرَكَ بغَضِّ البَصر فقط، وغضُّهُ: يعني خَفضُه 


الشرح