×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

 يطردُهم ويَصونُها عنهم، المَحرَم له هَيبةٌ، وله مكانَةٌ، فإذا سافرت بدون مَحرَمٍ تسلَّطَ عليها الفُسَّاق وطَمعُوا فيها.

ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ أَنْ تُسَافِرَ إلاَّ وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ» ([1])؛ يصونُها عن الفَسَقَةِ، ولا سِيَّما أنها أُبعدَت عن بَلدِها وعن أهْلِها وعن قَرابَتِها، فَيطمَع فيها الفُسَّاق أكثر، وهي ضعيفةٌ، ضَعيفةُ الجِسمِ وضَعيفَةُ العَقلِ وضعيفَةُ الدِّينِ أيضًا، حتى ولو كانتْ مُتديِّنَةً فإنها سهلَةٌ على الفُسَّاق يُطمِعُونها ويوقِعُونها، إما بالقُوَّة وإما بالرَّغبَة، فالمرأةُ ضَعيفَةٌ مهما كانت، تنفَعلُ مع المُغرياتِ، ولا تدافِعُ عن نفسها.

وكذلك من أسْبابِ الوقوعِ في الفاحِشَة أن المَرأةَ تلينُ في القَولِ مع الرَّجلِ، وتَضحكُ معه، وتُمازِحه، فيطمع فيها: ﴿فَلَا تَخۡضَعۡنَ بِٱلۡقَوۡلِ فَيَطۡمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلۡبِهِۦ مَرَضٞ [الأحزاب: 32]، فالمرأةُ إذا رَخَّمتِ الكَلامَ وزَيَّنتِ الكلامَ والنُّطقَ للرَّجلِ وضَحكتْ مَعه ومازحَتْه طمع فيها: ﴿فَلَا تَخۡضَعۡنَ بِٱلۡقَوۡلِ فَيَطۡمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلۡبِهِۦ مَرَضٞ وَقُلۡنَ قَوۡلٗا مَّعۡرُوفٗا [الأحزاب: 32] ؛ قولاً ليس فيه خُضوعٌ، وليس فيهِ لِينٌ، ولا فيه مُغازَلةٌ، ولا فيه ضَحكٌ، قولاً بقدْرِ الحاجَةِ وليس فيه طَمعٌ.

وكذلك من أسباب الوقوعِ في الفاحِشةِ: التَّبرُّجُ، وهو ظهورُ المرأةِ بِزينَتِها في الشَّوارعِ وفي الأسواقِ تَتزيَّن، هذا هو التَّبرُّج، التبرُّج هو التَّزيُّنُ، فلهذا نُهيَت المَرأة عندَ الخُروج أن تكون مُتزيِّنةً متَعطِّرَةً؛ لأنه


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (1088)، ومسلم رقم (1338).