×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

ءَابَآئِهِنَّ أَوۡ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآئِهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ إِخۡوَٰنِهِنَّ أَوۡ بَنِيٓ إِخۡوَٰنِهِنَّ أَوۡ بَنِيٓ أَخَوَٰتِهِنَّ أَوۡ نِسَآئِهِنَّ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُنَّ أَوِ ٱلتَّٰبِعِينَ غَيۡرِ أُوْلِي ٱلۡإِرۡبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفۡلِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يَظۡهَرُواْ عَلَىٰ عَوۡرَٰتِ ٱلنِّسَآءِۖ وَلَا يَضۡرِبۡنَ بِأَرۡجُلِهِنَّ لِيُعۡلَمَ مَا يُخۡفِينَ مِن زِينَتِهِنَّۚ وَتُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ [النور: 31]، فمِن أعظَمِ أسبابِ حِفظِ الفَرجِ الحجابُ، ولذلك أمر الله به المؤمنات: ﴿وَإِذَا سَأَلۡتُمُوهُنَّ مَتَٰعٗا فَسۡ‍َٔلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٖۚ[الأحزاب: 53]، وقال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ يُدۡنِينَ عَلَيۡهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّۚ ذَٰلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَن يُعۡرَفۡنَ فَلَا يُؤۡذَيۡنَۗ [الأحزاب: 59]، فالحجابُ هو من أعْظَم أسبابِ الوِقايَة من الزِّنا، وعدم الحِجاب هو من أعظمِ الأسْبابِ لوقوع الزِّنا.

ومن الأسباب الواقِيَة: تحريمُ الخُلوَةِ بين الرَّجلِ والمَرأةِ التي ليست من مَحارِمه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا خَلاَ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إلاَّ كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ» ([1])، فلا يَخلو رَجلٌ بِامرَأةٍ لا تَحلُّ له، لا في بَيتٍ، ولا في مَكتبٍ، ولا في سَيارَةٍ، ولا في بَرٍّ، ولا في أي مكان، لا بُدَّ أن يكونَ مَعهم من تزولُ به الخُلْوَةُ، أما إذا لم يكُن في المَكانِ إلاَّ رَجلٌ وامرَأةٌ لا تحلُّ له فالشَّيطانُ مَعهُما، وماذا يفعلُ الشَّيطانُ بين اثْنينِ انفردَ بهما؟! سيوقِعُهما في الفاحِشَة.

ومن الأسبابِ الواقِيَةِ: تَحريمُ سَفرِ المرأَةِ بدونِ مَحرَمٍ؛ لأنه سَببٌ لوقوعِ الجريمة؛ لأنه يتسَلَّطُ عليها الفُسَّاقُ، وإذا كان معها مَحرمٌ فإنه


الشرح

([1] أخرجه: الترمذي رقم (1171)، وأحمد رقم (177)، والحاكم رقم (387).