ومن مفاسد الزنا
أنَّه يَجلِب الأمْراضَ الخَطيرَةَ، وهذا شيءٌ وقعَ الآن؛ مرضُ الإيدز وهو مرضُ
فَقْدِ المَناعَةِ، الآن تشكو منه الدُّولُ، والعياذ بالله، يُصبحُ المصابُ له لا
هُوَ حَيٌّ ولا مَيتٌ، بل لو يموت كان أحسن له، يعزلوهم الآن عن المُجتَمع،
ويُصبِحونَ في حَسرَة، بسبب أنَّهم أهدَروا فُروجَهم والعياذ بالله في الزِّنا
واللِّواطِ والفواحِشِ فأصيبوا بهذا المرض، والمُصيبةُ أنه لا يقتصر عليهِم هذا
المرضُ، بل ينتقل إلى الأبْرياءِ بالعَدوى، كما هو معروفٌ عند الأطباء، فالعالم
الآن يشكو من مرَضِ الإيدز، وهذا مصداقُ قوله تعالى: ﴿إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا﴾ [الإسراء: 32] ؛ ولذلك جعلَ الله للحِمايَة من الزِّنا
أسبابًا كثيرةً وسدَّ الطرق التي تفضي إلى الزنا:
أولاً: أمر بغَضِّ
البَصرِ؛ لأن البَصرَ وسيلةٌ من وسائل الزِّنا، فقال: ﴿قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ
فُرُوجَهُمۡۚ﴾ [النور: 30]، فغضُّ البَصر سببٌ لحفْظِ الفَرج، والله
جل وعلا يقول: ﴿يَعۡلَمُ
خَآئِنَةَ ٱلۡأَعۡيُنِ وَمَا تُخۡفِي ٱلصُّدُورُ﴾ [غافر: 19]، ما هي
خائنَةُ الأعْيُنِ؟ هي التي تُسارقُ النَّظر إلى ما حَرَّم اللهُ، إذا كان عند
النَّاس والنَّاسُ يَنظرون إليه غضَّ بَصره، فإذا رآهم غَفَلوا سارقَ النَّظرَ إلى
الحرامِ، هذه خائِنَةُ الأعيُنِ، الله يَعلَمُها سبحانه.
ثانيًا: الحجابُ، الحِجابُ سَببٌ للوقَايَةِ من الفاحِشَة ﴿وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنۡهَاۖ وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوۡ