«يَا صَاحِ»؛ أصْلُه يا
صَاحِبي، خَفَّفَه لأجْلِ النَّظمِ، وهذا يُسمُّونَه بالتَّرخِيم، والتَّرخِيم: هو
حَذفُ آخرِ المُنادى، تخفيفًا، مثل: يا مَالك، يقول: يا مَال، «وَمُتْعِبُهُ»؛
ومتعِبٌ للفَرجِ أيضًا، البَصرُ يُتعبُ الفَرجَ، يَعني يُوقعُه فيما يَضرُّه، وما
يُعذِّبُه، كالزِّنا والعِياذُ باللهِ، وهو من أكْبَرِ الفَواحِش: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ
ٱلزِّنَىٰٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا﴾ [الإسراء: 32]، والفاحشة: هي المَعصِيَة المُتناهِيَة
في القُبحِ، فالزِّنا مَعصيَةٌ متناهِيَةٌ في القُبحِ: ﴿وَسَآءَ سَبِيلٗا﴾؛ طريقًا؛ لأن الزنا يُحدِثُ آفاتٍ في المُجتمَعِ.
أوَّلُها: ضياعُ الفُروجِ
والعِياذُ بالله، وذَهابُ الكَرامَةِ والعِفَّةِ.
وثانيًا: ضياعُ الأنسابِ؛
لأن الله جل وعلا جعلَ الزَّواجَ حفظًا للنَّسبِ والأولاد، فالزِّنا يُسمَّى
بالسِّفاحِ؛ لأنه يذهب بلا فائِدَة، ويأتي منه أولاد لَيس لهم آباء، يَضيعونَ في
المُجتَمع، فهو ضياعٌ للأنْسابِ، وإهدارٌ للكرامَةِ الإنسانِيَّةِ، وكما ترون ما
يكون على اللُّقطاءِ من الإهانَة في المُجتمعِ، ونظرةِ النَّاس إليهم، وهم
يَتضايَقون، وهم لَيس لَهم ذَنبٌ، فالذي جنى علَيهم هو المُجرِم الزَّاني،
ضيَّعَهم والعياذُ بالله، وربَّما يجُرُّهم هذا إلى الانتحارِ؛ لأنهم يَتضايَقون
من نَظرَة المجتمع إليهم، هذا من مفاسد الزنا.
وأما ولدُ النَّسبِ تَجدونَه كَريمًا مُشرَّفًا في المُجتمَعِ، ومحترمًا في المجتمع، الذي هو من نكاحٍ صَحيحٍ له حرمته، وله مكانَتُه، وله قيمَتُه في المجتمع، فهذا من فوائِدِ النِّكاحِ الشَّرعيِّ، والسِّفاحُ فيه ضياعُ الأنسابِ وكثرةُ اللُّقطاءِ الذين ليس لهم آباء ولا قبيلةٌ ولا أحد.