فَمَنْ
مَدَّ طَرْفًا أَوْ زَنَا يَزْنِ أَهْلُهُ *** فَعَفَّ
يَعِفُّوا قَالَهُ خَيْرُ مُرْشِدِ
*****
يطمع فيها الفساق، يُطمِعُهم فيها إذا رأوها
مُتزيِّنةً ومتعطرة: ﴿وَلَا
تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ﴾ [الأحزاب: 33]، هذا
من أسباب الوقوعِ في الفاحِشَةِ.
تجدون أن الإسلامَ
سدَّ الطُّرقَ كلها التي تفْضِي إلى الفاحِشَة، مما يدلُّ على خطورة هذه
الفاحِشَة، وهي الزنا، وأعظمُ أسبابِها، وأول أسبابِها النَّظرُ، ولهذا بدأ اللهُ
به فقال: ﴿وَقُل
لِّلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ﴾ [النور: 31] وقال
صلى الله عليه وسلم: «النَّظَرُ سَهْمٌ مَسْمُومٌ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ» ([1])؛ السَّهمُ: معناه
الذي يُرمَى ويَخرِق الجِلدَ ويخرق اللَّحمَ، وصفه بأنَّه مَسمومٌ، ووصفَهُ بأنه
من سهامِ إبليس، قد تقول: أنا يَقعُ نَظرِي على امرأةٍ، بدونِ قَصدٍ، نقول:
النَّظرةُ الأولى لَيسَ عليك فيها إثْمٌ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول: «إِنَّمَا
لَكَ الأُْولَى، وَلَيْسَتْ لَكَ الثَّانِيَةُ» ([2])؛ فإذا وَقعَ بصرُك
على امرأَةٍ من غير قَصدٍ فلا تؤاخَذ، أما إذا تابَعتَ النَّظر، نظرْتَ إليها
مرَّةً ثانيَةً فهذه هي المُحرَّمة، وهي الممنوعَةُ؛ لأنها بِقصدٍ.
أنت إذا نَظرت إلى مَحارِم النَّاس نَظروا إلى مَحارِمك عُقوبة لك، فإذا نظَرتَ إلى مَحارِمِ النَّاس فإنَّ النَّاس يَنظرونَ إلى مَحارِمك؛ لأنَّك انْتهَكتَ حُرماتِهم فَينتهِكُونَ حُرمَتك، وأشَدُّ من ذلك والعِياذُ بالله
([1]) أخرجه: الحاكم رقم (7875)، والطبراني في «الكبير» رقم (10362)، والقضاعي رقم (292).
([2]) أخرجه: أبو داود رقم (2149)، والترمذي رقم (2777)، وأحمد رقم (1373).
الصفحة 1 / 626