فَمَنْ
عَفَّ تَقْوَى عَنْ مَحَارِمِ غَيْرِهِ *** يَصُنْ أَهْلَهُ حَقًّا
وَإِنْ يَزْنِ يُفْسِدِ
*****
إذا فعَلتَ الفاحِشَة بنساءِ النَّاس فإنَّهم
يفعلونَ الفاحِشةَ بِنسائِكَ عقوبةً، «مَنْ زَنَا يَزْنِ أَهْلُهُ».
«فَعِفَّ»؛ مَنْ عَفَّ عَفَّ
أَهْلُهُ، وَمَنْ زَنَا زَنَا أَهْلُهُ، النبي صلى الله عليه وسلم، كان جالسًا في
أصْحابه، فجاءه شابٌّ قويٌّ وقال: «يَا رَسُولَ الله، أُرِيدُ مِنْكَ أَنْ
تُرَخِّصَ لِي فِي الزِّنَا»؛ فغضِبَ الصَّحابَةُ وأرادوا أن يبطشُوا
بالرَّجلِ، فقال لهم النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «دَعُوهُ»، ثُمَّ
دَعَاهُ وأجْلسَهُ إلى جَنبِه فقال: «يَا فُلاَنُ، أَتَرْضَاهُ لأُِمِّكَ؟»،
قال: «لاَ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي»، قال: «أَتَرْضاهُ لِزَوْجَتِكَ؟»،
قال: «لاَ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي»، قال: «أَتَرْضَاهُ لأُِخْتِكَ؟»،
قال: «لاَ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي»، قال: «فَإِنَّ النَّاسَ لاَ
يَرْضَوْنَهُ لأُِمَّهَاتِهِمْ، وَزَوْجَاتِهِمْ، وَبَنَاتِهِمْ» ([1])، فقام الرَّجلُ
تَائبًا وأثَّرَ فيه كَلامُ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وصارَ الزِّنا أبْغض
إليه من كلِّ شيءٍ، فإذا كان الرَّجلُ لا يرضى الزِّنا لأهْله فَكيفَ يَرضاه هو
لِنساءِ الناس؟، وإذا وقعَ في نِساءِ الناس، وقعوا في أهْله عُقوبَة له.
إن عفَّ عفَّ أهلُه، وإن زنا يَزنِ أهلُه؛ لأنهم إذا رأوه يَزني اقْتَدوا به، ويَصيرُ قُدوةً سيئةً، أما إذا كان تقيًّا عفيفًا فإنهم يقتدونَ به، ويهابونه.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (21708).